تواجه الأنهار في بريطانيا واقعاً بيئياً سيئاً بعدما تم إغراقها بمياه الصرف الصحي وسط وجود فساد إداريّ لم يساهم في وقف ذلك.
ويوم 21 تموز الماضي، أعلنت الحكومة البريطانية إلغاء هيئة تنظيم المياه “أوفوات”، بعد سلسلة فضائح واتهامات بشأن فشلها في كبح جماح شركات المياه التي أغرقت الأنهار البريطانية بملايين الساعات من تصريف مياه الصرف الصحي.
وسجل العام 2024 وحده 3.6 ملايين ساعة من الانسكابات غير المعالجة في الأنهار البريطانية، مقارنة بـ100 ألف ساعة فقط في العام 2016، ما يشير إلى تضاعف الكارثة تحت إشراف “أوفوات” التي اكتفت بتقليص فواتير المستهلكين بدلاً من فرض الاستثمارات اللازمة على الشركات، بحسب شهادات مسؤولين سابقين.
وعلّق أحد كبار الموظفين السابقين في “أوفوات” أن الهيئة “لم تشأ أن ترى الحقيقة” حول حجم ما يُصرف في الأنهار والبحيرات والبحار، رغم توفر الأموال داخل القطاع.
ولا تقتصر تداعيات تلوث الأنهار في بريطانيا على البيئة فحسب، بل تمتد إلى الصحة العامة مباشرة، ولا سيما في ظل استخدام المياه السطحية مصدراً أساسياً لمياه الشرب والأنشطة الترفيهية.
وفي السياق، كشفت بحوث مركز المملكة المتحدة للبيئة والهيدرولوجيا أن الازدهار الطحلبي السام (Cyanobacteria) الناتج عن ارتفاع مستويات الفوسفور والنيتروجين في المياه يشكل تهديداً حقيقياً للصحة العامة، من خلال التسبب في تهيجات جلدية واضطرابات في الجهاز الهضمي، وقد يؤدي إلى أضرار عصبية عند التعرض المزمن أو المكثف للسموم الطحلبية في المياه، سواء عن طريق السباحة أو ملامسة الجلد أو استنشاق الرذاذ في المناطق الملوثة. (العربي الجديد)
اترك ردك