كتب طوني عيسى في “الجمهورية”:
ولكن، سواء كانت القيادة هي صاحبة القرار الحقيقي في احتفال الروشة أو كوادر حزبية، ففي الحالين، أصحاب القوة “كسروا” قرار الدولة التيظهرت عاجزة عن فرض احتكارها الشرعي للقوة، فيما “الحزب” فرض “شراكة القوة”. ويوماً بعد يوم، يتبين أنّ عجز الدولة هذا هو انعكاس لميزان القوى في الداخل، ولتركيبة النظام اللبناني. وما حصل في الروشة هو نموذج رمزي مصغّر لما يحدث على مستوى القرارات الكبرى.
وهذا الواقع سيقود لبنان إلى”ستاتيكو” يشكّل خطراً كبيراً عليه كدولة وككيان. فخوف الدولة من المضي فعلاً في تطبيق قرار حصر السلاح ستكون له عواقب وخيمة، للأسباب الآتية:
تصرّ إسرائيل على تطبيق اتفاق وقف النار والقرارات الدولية في جنوب الليطاني، بدعم الأميركيين الذين بدأوا يتحرّكون ميدانياً هناك، في الأسابيع الأخيرة، بمواكبة الجيش اللبناني، لضمان التنفيذ، وهذا الضغط المستجد سيقود فعلاً إلى إبعاد أي حضور ل “الحزب” عن المنطقة.
لكن المشكلة الداخلية في لبنان ستبدو مضاعفة. فقرار نزع سلاح “حزب الله”وتحوله حزباً سياسياً على غرار أحزاب الطوائف الأخرى، هو مطلب لبناني قبلأن يكون إسرائيلياً. وإذا قرّرت إسرائيل “الاكتفاء” بنزع السلاح جنوباً، وترك المتبقي على اللبنانيين لكي يعالجوه بأنفسهم، فإنّ كرة النار ستصبح لبنانية -لبنانية بكاملها. وإذا ترسخ هذا الستاتيكو، فإنّ طابعاً معيناً سيُفرض على الدولة والكيان في لبنان. وإذا قرّر اللبنانيون تغييره، فالأرجح أنّهم سيدخلونفي مناخ صدامي شرس. فهل يمكن تغيير “قواعد الاشتباك” الداخلية من دون التسبّب في تفكّك النظام اللبناني؟
اترك ردك