ويرى الخبراء أن الاحتباس الحراري وتوسّع مواطن القرّاد في مناطق جديدة، خاصة في شمال أميركا، هما من أبرز الأسباب وراء هذا الانتشار، لا سيما في مناطق يكون فيها الناس أقل دراية بالمخاطر وطرق الوقاية.
وفي هذا السياق، قال الدكتور توماس دانيلز، مدير مركز “لويس كالدر” البيولوجي بجامعة فوردهام: “عندما بدأنا متابعة هذا الموضوع في منتصف الثمانينيات، كانت حالات مرض لايم نادرة في كندا. أما اليوم، فقد أصبح المرض مستقرًا ومعروفًا في البلاد”.
وأوضح دانيلز أن قرادة الغزال، الناقلة الأساسية لمرض لايم، تنشط عادة عندما تتجاوز الحرارة 7 درجات مئوية، وتزدهر في البيئات التي تفوق فيها الرطوبة 85%. وتفضّل هذه الحشرة العيش في المناطق المظللة ذات الغطاء النباتي الكثيف، لا في الأعشاب المعرضة للشمس المباشرة.
الأمراض المنقولة عبر الحشرات تتوسّع
لا تقتصر المشكلة على القرّاد فقط، إذ يشهد أيضًا خطر البعوض الناقل لأمراض مثل فيروس غرب النيل، وحمى الضنك، والملاريا، ارتفاعًا ملحوظًا في مناطق جديدة.
وقالت الدكتورة إيرين موردكاي، أستاذة علم الأحياء في جامعة ستانفورد، خلال إيجاز صحفي: “بسبب الارتفاع الملحوظ في درجات الحرارة وتأثيرات النشاط البشري على المناخ، أصبحت الظروف أكثر ملاءمة لنقل الأمراض في أميركا الشمالية”.
لكن تغيّر المناخ ليس العامل الوحيد. فبحسب الدكتورة جين تساو، أستاذة بيئة الأمراض في جامعة ولاية ميشيغان، فإن التغيرات في استخدام الأراضي وتأثير الإنسان على البيئة الطبيعية تلعب دورًا محوريًا كذلك. وقالت: “في الولايات المتحدة، يعود معظم التغيير في نطاق انتشار القرّاد إلى تغيّرات استخدام الأراضي التي تؤثر على الحياة البرية. كما أن إدارة أعداد الحيوانات مثل الغزلان ذات الذيل الأبيض تساهم في انتشار هذه الحشرات”.
ما هو مرض لايم؟
ينتقل مرض لايم عبر قرادة الغزال، المعروفة أيضًا باسم القرادة سوداء الأرجل، التي تكون صغيرة للغاية في مراحلها الأولى، بحجم بذرة الخشخاش تقريبًا، مما يصعّب اكتشافها.
خلال تغذيتها على دم الإنسان أو الحيوان، يمكن أن تنقل هذه القرادة بكتيريا بورليا بورغدورفيري، المسببة لمرض لايم، عبر لعابها الذي يدخل مجرى دم العائل.
وأوضح الدكتور بريان فالون، مدير مركز أبحاث مرض لايم في جامعة كولومبيا، أن البكتيريا يمكنها الوصول إلى القلب، الجهاز العصبي المركزي، الدماغ، أو الأعصاب الطرفية، محدثة أعراضًا متعددة.
كيف تحمي نفسك من لدغة القرّاد؟
رغم وجود إجراءات وقائية، إلا أن الخبراء يؤكدون أنها ليست مضمونة بنسبة 100%. ويشير دانيلز إلى أن أهم خطوة وقائية هي إزالة القرادة فور اكتشافها، إذ أن العدوى تحتاج إلى بعض الوقت لتنتقل.
ويقول: “باستثناء فيروس باوسان، الذي يمكن أن ينتقل خلال 15 دقيقة فقط، تحتاج باقي الأمراض المنقولة عبر القراد بين 24 و48 ساعة حتى تبدأ عملية نقل البكتيريا”.
ويحذر الخبراء من محاولات التخلص من القرادة عبر الحرق أو استخدام مواد سامة، وينصحون باستخدام ملقط لإزالتها من تحت الجسم مباشرة، بطريقة بطيئة وثابتة.
وفي حال ظلت القرادة ملتصقة بالجسم، فإنها تنتفخ تدريجيًا حتى تصبح بحجم حبة زبيب من امتصاص الدم، وهو ما يشكل خطرًا متزايدًا.
اترك ردك