وبحسب الصحيفة، “قبل أيام من تنصيب ترامب، توجه مبعوثه إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، إلى إسرائيل بطلب للقاء نتنياهو يوم السبت من أجل إجباره على التفاوض على اتفاق وقف إطلاق النار مع حماس في غزة. واعتبر كبار المسؤولين في ذلك الوقت أن ذلك يعود إلى “عامل ترامب”، في إشارة إلى عدم القدرة على التنبؤ بتصرفات الرئيس الأميركي وبراعته في عقد الصفقات، والذي يمكن أن يوفر أفضلية حاسمة في التعامل مع رئيس الوزراء الإسرائيلي القوي. وفي حين تمكن نتنياهو من مناورة الإدارات السابقة لدعم مغامراته العسكرية في المنطقة، بدأ بعض منتقدي إسرائيل يشيدون بقدرة ترامب على مقاومة نفوذ نتنياهو”.
وتابعت الصحيفة، “لكن بعد أحداث السبت، عندما قصفت قاذفات أميركية من طراز B-2 أهدافا في إيران لأول مرة منذ بدأت إسرائيل شن الضربات الأسبوع الماضي، أصبح من الواضح أن حدس ترامب قد تغير، كما تحول أعضاء حاشيته الداخلية من النهج الانعزالي لـ “اجعل أميركا عظيمة مرة أخرى” في السياسة الخارجية إلى موقف أكثر تشددا. لقد بدأ النفور العلني الذي أبداه ترامب تجاه الحرب ووعوده كمرشح بعدم إقحام الولايات المتحدة في المزيد من الصراعات في الخارج يتبخر بعد أقل من 200 يوم من عودته إلى منصبه. وعندما ظهر علناً، سعى ترامب إلى وضع حد للشائعات حول علاقته المضطربة مع نتنياهو، وحاول أن يظهر أن السياسة الأميركية كانت متوافقة مع سياسة إسرائيل، رافضاً الاقتراحات التي تقول إن إسرائيل فاجأت الولايات المتحدة بمواصلة حملة قصف عدوانية ضد إيران. وقال: “أود أن أشكر وأهنئ رئيس الوزراء نتنياهو. لقد عملنا كفريق واحد كما لم يعمل أي فريق آخر من قبل، وقطعنا شوطًا طويلاً في محو هذا التهديد الرهيب لإسرائيل”.”
وأضافت الصحيفة، “كان هذا بعيدًا كل البعد عن رد الفعل الأميركي الأولي على الغارات الجوية الإسرائيلية على أهداف في إيران، عندما وصف وزير الخارجية ماركو روبيو الضربات بأنها “أحادية الجانب” وقال إن الولايات المتحدة “لم تشارك في ضربات ضد إيران وأن أولويتنا القصوى هي حماية القوات الأميركية في المنطقة”. يا له من فرق يُحدثه أسبوع واحد! يبدو الآن أن الولايات المتحدة قد أيدت الضربات الإسرائيلية بالكامل وانضمت إلى الهجوم، مما قد يُمهّد الطريق لسلسلة من التصعيدات التي قد تُفضي إلى حرب جديدة في الشرق الأوسط. ولكن، ماذا يعني هذا للمستقبل؟ زعم ترامب في العلن وفي الخفاء أن الضربات الأميركية على مواقع تخصيب اليورانيوم في فوردو ونطنز وأصفهان يمكن احتواؤها. وتلقت القوات الأميركية في الشرق الأوسط تحذيرات من احتمال وقوع هجمات انتقامية من جانب إيران، وأبلغ ترامب طهران أن الولايات المتحدة مستعدة لتنفيذ المزيد من الضربات إذا تم استهدافها بشكل مباشر”.
وبحسب الصحيفة، “مع ذلك، حذر مسؤولون في إدارة ترامب، بما في ذلك نائب الرئيس جيه دي فانس، من احتمال تسلل ضربة محدودة إلى مهمة طويلة الأجل في إيران إذا ردت طهران. في الوقت الحالي، يواصل ترامب محاولة اتخاذ موقف وسط، من خلال شن الضربات، لكنه يشير في الوقت عينه إلى قدرته على منع التصعيد الذي قد يؤدي إلى حرب طويلة الأمد. ومع ذلك، يبدو أن الحليف الرئيسي للولايات المتحدة في الشرق الأوسط لم يكتسب سوى الجرأة بعد غارة ترامب”.
اترك ردك