إسرائيل تستعد لاستئناف الغارات الجوية على إيران.. هذا ما كشفه تقرير إيراني

ذكرت صحيفة “كيهان لندن” الإيرانية أن “ظلال الحرب لا تزال تُخيّم على سماء الشرق الأوسط. فبعد عمليتها الناجحة في حزيران وضرباتها الدقيقة لمراكز القيادة النووية للنظام الإيراني، تجد إسرائيل نفسها مُجبرةً بشكل متزايد على تثبيت ميزان القوى لصالحها بشكل دائم”.

وبحسب الصحيفة، “المؤشرات واضحة: تُظهر صور الأقمار الصناعية لتحركات مكثفة للوحدات الجوية الإسرائيلية أن عملية جديدة من المرجح أن تُشنّ في الأسابيع المقبلة، وأنها لن تكون معركة واسعة النطاق، بل ضربة دقيقة محدودة. وهدف هذه الضربة واضح: تعطيل القدرات النووية للجمهورية الإسلامية قبل اكتمالها، والقضاء كليًا على البنية التحتية الصاروخية والقيادية التي تُشكّل تهديدًا مباشرًا لتل أبيب وحيفا. ويقول محللون إن الضربات الإسرائيلية غير المسبوقة على قطر يوم الثلاثاء والتي استهدفت قادة حركة حماس المدعومة من طهران هي في الواقع مقدمة لاستئناف الضربات على إيران نفسها”.

وتابعت الصحيفة، “تؤكد مصادر استخباراتية غربية أن جهاز المخابرات الإسرائيلي، الموساد، يُخطط لشبكة معقدة من عمليات التسلل والتخريب منذ الصيف الماضي، وتشمل العمليات تعطيل أنظمة الرادار في إيران بطائرات مُسيّرة صغيرة وصواريخ دقيقة، كما حدث بنجاح في هجوم حزيران، وإن كان ذلك باستخدام تقنيات أكثر تطورًا هذه المرة وفي العملية المقبلة. في الحقيقة، تُدرك إسرائيل أنها ستُوجّه الضربة القاضية هذه المرة. في طهران، يدرك قادة الحرس الثوري الإسلامي جيدًا أن الهجوم المقبل قد يُدمر تمامًا ركائزهم الدفاعية، ولذلك نشرت إيران منظومتي الدفاع الصاروخي “باور 373″ و”خرداد 15″ حول مواقع حساسة مثل فوردو ونطنز في الأسابيع الأخيرة. ومع ذلك، يُدرك الخبراء أن هذه الطبقة الدفاعية لن تكفي لصد موجة من الغارات الجوية الإسرائيلية، إذ تستطيع إسرائيل استخدام صواريخ تستهدف أنظمة الدفاع الجوي وطائرات مسيّرة انتحارية في آن واحد لشلّ المنظومة الدفاعية الإيرانية”.

وأضافت الصحيفة، “تقول بعض المصادر الأمنية الأوروبية إن إسرائيل تُركز على “ضربة عمياء”. أي ضربة ستدمر كل مراكز قيادة الحرس الثوري الإيراني وخطوط اتصالاته قبل أي رد فعل، مما سيشكل نقطة تحول في تاريخ الحرب الجوية في الشرق الأوسط. لكن يبقى سؤال مهم مطروح: ما الأثر الاجتماعي لمثل هذا الهجوم؟ وتشير التحليلات الأمنية إلى أنه في حال تنفيذ عملية ثانية، فإن الإيرانيين سوف ينزلون إلى الشوارع بشكل متهور، لأن الهجوم لن يدمر البنية التحتية العسكرية فحسب، بل سيدمر أيضاً النفوذ النفسي للنظام. تم التخطيط بطريقة تجعل انقطاع التيار الكهربائي على نطاق واسع، وانقطاع الإنترنت، وانهيار السيطرة الأمنية، يتسبب في فوضى داخلية، وفي مثل هذه الظروف، سيضطر الناس إلى مغادرة منازلهم لإنقاذ أنفسهم. وهذا بالضبط ما تتوقعه إسرائيل وحلفاؤها، لأن البنية الحكومية في طهران ستفقد قدرتها على السيطرة على السكان بعد فقدان الدعم اللوجستي والمالي”.

“تأثير الدومينو”

وبحسب الصحيفة، “تشير التقارير إلى أن فرق القوات الخاصة الإسرائيلية وضعت في الأشهر الأخيرة سيناريو، بناءً على تحليل مُفصّل للسلوك الاجتماعي الإيراني، يُعرف باسم “تأثير الدومينو”. ووفقًا لهذه الخطة، فإن الضربة العسكرية الأولية ليست سوى إشارة لبدء الانهيار الداخلي. وبمجرد أن يشهد الجمهور أضراراً بالغة في المراكز الحساسة مثل الحرس الثوري ووزارة الاستخبارات وقواعد الصواريخ، فإن الثقة في قوة الحكومة سوف تنهار، وسوف تندلع موجة عفوية من الاحتجاجات الواسعة النطاق في المدن الكبرى، من طهران إلى أصفهان وشيراز. ستنتشر هذه الاحتجاجات دون تنظيم رسمي في الساعات الأولى، ولكن بسرعة غير متوقعة، وفي اللحظات الأكثر حرجة، لن تتمكن دوائر قيادة الحرس الثوري من قمعها حيث تم تدمير خطوط الاتصال ومراكز القيادة”.

وتابعت الصحيفة، “الحقيقة أن العملية الإسرائيلية الثانية لن تكون مجرد ضربة عسكرية، بل ستكون خطة نفسية واجتماعية معقدة، وهذا ما يميزها عن كل الهجمات السابقة. ويقول خبراء الاستخبارات إن إسرائيل تعتقد أن هجومها من شأنه أن يدفع النظام الثوري في طهران إلى أزمة مركبة تتمثل في الانهيار الأمني والاقتصادي والاجتماعي، في ظل عدم وجود هيكل بديل لإدارة الوضع. وفي ظل هذه الظروف، قد تؤدي موجة من الاحتجاجات إلى إسقاط النظام السياسي بأكمله دون إطلاق رصاصة واحدة، وهو ما يشير إليه محللو الأمن الإسرائيليون باللحظة الحاسمة. إنها اللحظة التي سيضع فيها الشعب، وليس الجيش، حداً للنظام”.