أضافت سلسلة من الضربات المتبادلة بين إسرائيل وإيران، والتي بلغت ذروتها بانفجارات في الجمهورية الإيرانية، تصعيداً نووياً يُضاف إلى التداعيات الإقليمية للحرب في غزة.
وشاهد العالم قوتين تمتلكان التكنولوجيا النووية، إحداهما تمتلك أسلحة غير سرية، والأخرى ذات طموحات وأسلحة غامضة، بينما هددت كل منهما بضرب المواقع النووية للأخرى.
ضربات محدودة
وبحسب الصحيفة، يعد ذلك بمثابة تذكير بالمخاوف النووية التي تلوح في الأفق، وتأتي بعد مرور أكثر من نصف قرن على بدء تطوير الأسلحة النووية الإسرائيلية، التي باتت أمراً واقعاً، كون تل أبيب هي القوة الوحيدة المسلحة نووياً في الشرق الأوسط، وهو سر مكشوف، حتى لو لم تعترف به تل أبيب، ولا تحكمه الاتفاقيات الدولية.
وما يثير القلق أن المعايير تبدو وكأنها تتغير، وكانت الضربة الإيرانية على إسرائيل هي المرة الأولى التي تضرب فيها إيران البلاد من أراضيها، فيما حذر مسؤول إيراني من أنه إذا قامت إسرائيل بضرب مواقعها النووية، فإنها قد تعيد النظر في موقفها الرسمي بشأن تطوير الأسلحة النووية، وربما تستهدف المنشآت النووية الإسرائيلية.
وكان الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي أعلن هذا الأسبوع، إنه إذا هاجمت إسرائيل إيران مرة أخرى، فإن الوضع سيكون مختلفاً.
90 رأساً نووياً
وأوضحت “واشنطن بوست”، حتى عند الحد الأدنى من المقياس فإن هذا العدد من الأسلحة النووية الإسرائيلية سيشكل “تهديداً كبيراً” لطهران.
وما زالت إسرائيل تحتفظ بالسرية النووية إلى حد كبير، مع عدم وجود اختبارات عامة وعمليات تفتيش دولية، إلا أن هناك تسريبات لبعض التفاصيل حول كيفية عمل الأسلحة الإسرائيلية عملياً ويُعرف موقع ديمونة الآن باسم مركز شمعون بيريز للأبحاث النووية في النقب، وهو رسمياً منشأة بحثية.
موقف إيراني غامض
وتزعم إسرائيل، إلى جانب بعض حلفائها، أن إيران تخفي طموحاتها في مجال الأسلحة النووية، وقبل الضربات الإسرائيلية أعرب خبراء الأسلحة النووية عن قلقهم بشأن الهجوم الإسرائيلي المباشر المحتمل على المنشآت النووية الإيرانية.
وفي الوقت نفسه، تواجه الهياكل الدولية لنزع السلاح صعوبات، ولا يزال الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015 المعروف رسمياً باسم خطة العمل الشاملة المشتركة، والذي تفاوضت عليه الولايات المتحدة و 5 قوى عالمية أخرى، بالإضافة إلى الاتحاد الأوروبي، ساري المفعول من الناحية الفنية، ولكن تم تحييده بسبب قرار إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بالانسحاب منه في عام 2018. (24)
اترك ردك