أضاف: “جامعتُنا تترُك بصماتِها في نفوسِ خريجيها لأنها ليست مكانا فحسب، بل فلسفة حياة، وبَيت آمِن للحوار والانفتاح، بين العقلِ والقلب، وبين الشرق والغرب. وهي برغبَة الآباء المؤسسين تُقَدم للمجتمع مواطنين يؤمنونَ بأن الوطن فكرة تُرسَم في العقول، قبل أَن تُسَيج على الحدود”.
أضاف: “إليكم جميعا، أبناء هذه الدفعة المتميزة، دفعة 2025، اليوم تُتوجون مسيرة جامعية بدأت في ظروف صعبة، في خضم سنوات حافلة بالانهيارات والأزمات، وتساؤلات مؤلمة عن الوطن والهوية. ومع ذلك، ورغم كل ذلك، ثابرتم، ونجحتم، ووصلتم إلى نهاية دراستكم. اليوم تُحققون حلم طفولتكم، بعبوركم هذه العتبة التي تفتح لكم آفاقا جديدة.. تنتقلون من زمن التكوين إلى فضاء العمل.. تنتقلون من صفحات الكتب إلى تعقيدات الواقع.. تنتقلون من الجدران التي حممت أحلامكم إلى الساحات العامة التي تنتظر وقفتكم”.
وأكمل: “تعبرون أيضاً عتبة الجامعة لتعودوا إليها عبر عتبةٍ أخرى: عتبة الانتماء الدائم، الذي لا يقتصر على سنوات الدراسة، بل يتجاوز الشهادة. تنضمون اليوم إلى مجتمع الخريجين، الذين نواصل معهم مسيرتنا، كلٌّ في مجاله، مدفوعين جميعا بالقيم نفسها التي غرستها هذه الجامعة فينا: قيم المواطنة، والحرية، والعدالة، والحوار، والتنوع والالتزام بالحق والخير العام”.
وختم: “باسم رابطة خريجي كلية الحقوق والعلوم السياسية، التي أتشرف برئاستها ريثما يتم انتخاب مجلس إدارة جديد، وباسم اتحاد جمعيات الخريجين، اسمحوا لي أن أقول لكم إننا هنا من أجلكم، لنكون جسرا بين الجامعة والعالم، بين التجربة الأكاديمية والمسيرة المهنية. نحن هنا لنبني معا شبكة تضامن وحوار تُعيد إلى لبنان بعضا من أمله، قليلا من قواه الحيوية التي غالبا ما تهاجر بعيدًا. نحن هنا لقناعتنا بأن خريجي جامعة القديس يوسف، في لبنان وخارجه، يُشكلون معا قوة تغيير حقيقية، تخدم الجامعة والمجتمع. مشاريع كثيرة تنتظرنا، وقد لا يكون الطريق دائما سهلا. ولكن من تعلم في هذه الجامعة لا يسلك أسهل الطرق، بل الطريق الصحيح. واصلوا دربكم، وكونوا ذلك النور الذي لا ينطفئ، حتى في أحلك الأوقات، فهناك الكثير على هذه الأرض يستحق أن يُعاش. عشتم، عاشت الجامعة، عاش لبنان”.
اترك ردك