الـ”Financial Times”:بعد الحرب على غزة..هل انقلبت استراتيجية المملكة تجاه إسرائيل؟

ذكرت صحيفة “Financial Times” البريطانية” أن قادة المملكة العربية السعودية يشعرون الآن بالقلق إزاء التهديد الذي يفرضه الصراع المطول في غزة على فرصها في استئناف اتفاق التطبيع مع إسرائيل، فضلاً عن خططها الطموحة للإصلاح الاقتصادي والاجتماعي . ودعا المسؤولون السعوديون مرارا وتكرارا إلى وقف الحرب وقادوا الدول العربية إلى اتهام إسرائيل بارتكاب جرائم حرب في غزة. إنهم يخشون من أن الصور الوحشية التي تظهر من المنطقة الممزقة ستؤدي إلى تطرف في موقف سكانهم الشباب تجاه تل أبيب”.

وبحسب الصحيفة، “قال وزير الخارجية السعودية الأمير فيصل بن فرحان، خلال اجتماع لمجلس حقوق الإنسان عُقد في مقر الأمم المتحدة في جنيف، في شباط، إن “أي حوار مؤسسي حول حقوق الإنسان لا يمكن أن يؤخذ على محمل الجد إذا كان يتجاهل الوضع المأسوي في فلسطين”. وسأل: “عن أي حقوق نتحدث وغزة تحت الرماد؟ كيف يمكن للمجتمع الدولي أن يبقى صامتا وأهل غزة مشردون ويعانون من أبشع صور انتهاكات حقوق الإنسان؟” ومع ذلك، حتى مع انتشار الغضب العام في كل أنحاء المملكة، فإن الولايات المتحدة تدفع بإمكانية تطبيع المملكة العربية السعودية للعلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل كحافز رئيسي لدفع الدولة اليهودية نحو تسوية أوسع لإنهاء صراعها الذي طال أمده مع الفلسطينيين”.
وتابعت الصحيفة، “كان من المقرر أن يسافر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى الرياض في تشرين الأول للتوصل إلى اتفاق مع الجانب الفلسطيني، لكن هذه الخطط انقلبت رأسا على عقب عندما شنت حماس هجومها. وقال شخص مطلع على المحادثات: “لدينا بالفعل الخطوط العريضة” لاتفاق من السلطة الفلسطينية”.
وأضافت الصحيفة، ” المحادثات لا يمكن تصورها بينما يحتدم القتال، وقد اتخذت الرياض “خطوات لا رجعة فيها” نحو إقامة الدولة الفلسطينية شرطا مسبقا لأي اتفاق، كما حذروا الولايات المتحدة من المبالغة في احتمال التوصل إلى اتفاق، مما يؤكد حساسية القضية بالنسبة للرياض وسط حرب غزة”