سلطت الأضواء على بافل دوروف، الملياردير الروسي البالغ من العمر 39 عامًا، بعد أن وجهت له محكمة في باريس يوم الأربعاء الماضي اتهامات بالتواطؤ في نشر صور اعتداءات جنسية على الأطفال، وتسهيل عمليات إجرامية وإرهابية عبر تطبيقه الشهير “تليغرام”.
في الوقت الذي بادرت فيه الجهات الروسية إلى الدفاع عن دوروف، يرى بعض المحللين والمراقبين أن هذه القضية قد تساهم في تصويره كـ”بطل” ومدافع شرس عن حرية التعبير، الذي يرفض رقابة الحكومات على المحادثات الإلكترونية، كما ورد في صحيفة “الغارديان”.
حتى عندما كان “تليغرام” يستخدم لنشر مراسلات داعش في عام 2015، أصر دوروف على أن التنظيم سيجد طرقًا أخرى للتواصل إذا لم يكن التطبيق متاحًا.
يُشير الصحفي الروسي نيكولاي كونونوف، الذي كتب سيرة ذاتية لدوروف، إلى أن دوروف كان متمردًا منذ صغره.
وُلد دوروف في عام 1984 في الاتحاد السوفيتي، ونشأ في عائلة مثقفة ثم أرسل إلى مدرسة ثانوية مرموقة في سان بطرسبرغ.
في الجامعة، اكتسب سمعة كخبير في الكمبيوتر، وقرر بسرعة إنشاء نسخة روسية من موقع فيسبوك.
أول اختبار حقيقي لالتزام دوروف بحرية التعبير جاء خلال المظاهرات ضد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في 2012، حيث رفض إغلاق المجموعات المعارضة على منصته.
ومع فقدانه تدريجياً السيطرة على “فكونتاكتي” لصالح مستثمرين مرتبطين بشركة Mail.ru القريبة من الكرملين، قرر مغادرة روسيا في 2015.
احتُجز دوروف يوم السبت الماضي في مطار لو بورجيه ضمن تحقيق قضائي يتعلق بـ12 انتهاكًا جنائيًا مزعومًا تتعلق بتطبيق “تليغرام”.
أثار اعتقاله غضب روسيا، حيث اعتبر المسؤولون الروس أن هذه الخطوة مدفوعة سياسيًا وتدليلًا على ازدواجية معايير الغرب في ما يتعلق بحرية التعبير.
أثارت هذه الاستجابة دهشة منتقدي الكرملين، الذين شهدوا محاولة روسيا في 2018 لحجب “تليغرام”، والتي فشلت، قبل أن تُرفع الحظر في 2020. (العربية)
اترك ردك