قبل الثورة الإسلامية الإيرانية 1979 كانت إيران وإسرائيل حليفتين تربطهما علاقات اقتصادية وعسكرية وثيقة، وكانت إيران الدولة الصديقة الوحيدة في محيط المنطقة، وتل أبيب تأمل بلا شك في استعادة هذا الماضي.
بعد الحرب النارية المدمرة “الاستباقية” مع إيران بين 13 – 24 حزيران قد تستعمل إسرائيل بعد إضعاف طهران تكتيكات غير نارية للتخلص من خطر دولة إقليمية ثانية تراها “مزعجة” هي تركيا.
هذا البلد بحسب بعض الخبراء، عرضة لتوترات متزايدة مع إسرائيل، على الرغم من أن استهداف إسرائيل العسكري المباشر لها لا يزال “محل شك”.
في هذا السياق يعتقد زعيم حزب الحركة القومية التركية دولت بهجلي أن “هدف إسرائيل هو تطويق جغرافية الأناضول”، محذرا من أن تركيا هي “الهدف النهائي”.
في خضم المستجدات الكبيرة التي تعصف بالمنطقة منذ 7 تشرين الأول 2023 وصولا إلى الحرب مع إيران، قامت تركيا بتسريع برنامجها الصاروخي فيما ألمح رئيس الوزراء الإسرائيلي أمام الكنيست في 11 حزيران 2025 إلى أن الإمبراطورية العثمانية لن تعود، “رغم اعتقاد البعض غير ذلك”.
ويشير خبراء بشؤون المنطقة إلى أن مثل هذه التوقعات لها جذور في تركيا وكان عبر عنها رئيس الوزراء تركيا الأسبق نجم الدين أربكان، وكررها نجله، السياسي المستقل فاتح أربكان.
علاوة على ذلك، صدرت في الماضي عن وزير الشؤون الأوروبية البرتغالي السابق، برونو ماسياس تحذيرات من احتمال أن تواجه تركيا جهودا لزعزعة استقرارها في أعقاب إجراءات غربية أو إسرائيلية ضد إيران.
باكستان هي الأخرى من بين القوى الإقليمية الهامة على أطراف المنطقة، وهي الدولة الإسلامية الوحيدة التي تمتلك الأسلحة النووية، وترتبط بعلاقات وثيقة مع إيران.
وكانت إسلام آباد قد أعلنت لإيران على لسان رئيس وزرائها شهباز شريف “تضامنها الثابت” في مواجهة “العدوان الإسرائيلي غير المبرر”، واصفا ما قامت به إسرائيل بأنه “خطير وغير مسؤول للغاية.. ومقلق جدا.. ومحفوف بمزيد من زعزعة الاستقرار في منطقة غير مستقرة بالفعل”.
على الرغم من ذلك، حاولت باكستان في نفس الوقت احتواء ما يجري بالطرق الدبلوماسية، ودعت شريكتها الاستراتيجية الصين إلى التدخل دبلوماسيا لمنع نشوب حرب واسعة النطاق، فيما أكد وزير دفاعها خواجة محمد آصف أن بلاده لم تتخذ أي إجراءات جديدة للتعاون العسكري مع إيران بعد الهجمات الإسرائيلية.
اترك ردك