يحاول رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو العثور على طريقة لوضع حد لتظاهرات الاحتجاج على سياسته في غزة، والتودد إلى وزراء اليمين المتطرف ومنع حماس من إعادة التسلح.
ومضى حوالي أسبوع على العثور على جثث 6 من الرهائن الإسرائيليين الذين كانت تحتجزهم حماس، بعدما أمضوا 11 شهراً في الأسر، وقُتلوا قبل ساعات من محاولة إنقاذهم.
وكتب ياكوف كاتس في صحيفة “التايمز” البريطانية، أنه بالنسبة لإسرائيليين كثيرين، كان الألم تذكيراً بهجوم 7 تشرين الأول، عندما غزت حماس إسرائيل وقتلت 1200 وخطفت أكثر من 250 آخرين. ومع ذلك، فإن الغضب والإحباط لم يكن موجهاً هذه المرة فقط إلى حماس، وإنما في معظمه كان موجهاً ضد الحكومة الإسرائيلية.
وفي عيون الكثيرين، فإن الرهائن الستة جرى تجاهلهم من قبل قادتهم، الذين تركوهم يموتون في زنزانة لحماس.
مخاطر سياسية
وفي محاولة للتخفيف من ردود الفعل، عقد نتنياهو مؤتمرين صحافيين نادرين، لإدراكه أن الفشل في مخاطبة الرأي العام قد يجر إلى عواقب سياسية قاسية.
وبحسب الصحيفة، فإنه حتى لو كانت صفقة الرهائن معقولة وعلى الطاولة، فإنها تواجه 3 عقبات كبيرة، وتضيف: “أولاً، هناك المسألة الأمنية، فبينما إنقاذ بقية الرهائن يعد أمراً حاسماً، فإن إسرائيل يجب أن تضمن أمنها على المدى البعيد. كذلك، فإن الصفقة المحتملة تتطلب من الجيش الإسرائيلي الانسحاب من ممر فيلادلفيا، الذي يمتد بين غزة ومصر، وتعتبر إسرائيل أن التخلي عن هذه المنطقة سيتيح لحماس معاودة التسلح وإعادة بناء قدراتها واحتمال توجيه ضربات مجدداً، وهو ما تراه مخاطرة استراتيجية كبيرة، بحجة أن إنقاذ الرهائن اليوم قد يعني المساومة على أمنها مستقبلاً”.
وأكملت: “يتمثل التحدي الثاني في الثقة، فإسرائيل تلقت في السابق وعوداً لم يتم الوفاء بها. ففي تشرين الثاني الماضي، تم التوصل إلى وقف للنار على أساس تفاهم يقضي بإفراج حماس عن كل النساء والأولاد. لكن في اليوم الأخير، غيرت حماس الشروط باحتفاظها بعدد من النساء، والخوف الآن أن تنكث حماس بوعدها مجدداً”.
قيمة استراتيجية
ويضيف الكاتب: “مع ذلك، يتزايد الشعور بالغرابة حول موقف نتنياهو. طوال الفترة التي شغل فيها منصب رئيس الوزراء منذ شباط 2009، باستثناء 18 شهراً، شنت إسرائيل ثلاث عمليات كبيرة في قطاع غزة، لكنه لم يرسل قوات إلى القطاع إلا مرة واحدة ولم يكن ممر فيلادلفيا جزءاً من تلك العمليات، وبدلاً من ذلك، كان نتنياهو وراء سياسة احتواء حماس، في محاولة للحفاظ على هدوء مؤقت، ولكن تبين لاحقاً أن هذه السياسة كانت قصيرة النظر وكارثية”.
وختم: “ستظل ندوب هذا الصراع ماثلة، الأمر الذي يجعل من المستحيل تقريباً تصور مستقبل من السلام أو إعادة الإعمار ــ ليس فقط بالنسبة لإسرائيل، بل أيضاً لغزة والعلاقة الأوسع بين الإسرائيليين والفلسطينيين”. (24)
اترك ردك