وبحسب الموقع، “عندما فقدت الحملة الدعائية تأثيرها تحت وطأة الإبادة الجماعية الثقيلة، لجأت إسرائيل ومؤيدوها بدلاً من ذلك إلى قمع أي أصوات معارضة. في البداية، استخدمت الحكومات والمؤسسات الغربية الديمقراطية الليبرالية تكتيكات ناعمة لقمع المعارضة، بما في ذلك الرقابة. ومع ذلك، مع بدء الاحتجاجات في اختراق القاعدة الفكرية للمجتمع، وخاصة بين طلاب الجامعات، تحولت أساليب القمع إلى القمع الجسدي. وكثفت إسرائيل والحكومات الغربية المتحالفة معها ووسائل الإعلام الكبرى جهودها لتسليط الضوء على التكافؤ الزائف بين معاداة الصهيونية ومعاداة السامية. ويمثل هذا محاولة أخرى لإسكات الأصوات المنتقدة المتزايدة لإسرائيل، خاصة بين طلاب الجامعات وأعضاء هيئة التدريس”.
وتابع الموقع، “هذا التكافؤ يقلب الأمور رأساً على عقب. فهو لا يمنع المعارضة وحرية التعبير والتجمع والحرية الأكاديمية فحسب، بل يعرض أيضًا بشكل مضلل النضال والاحتجاج ضد القمع الاستعماري الاستيطاني والفصل العنصري والإبادة الجماعية التي تمارسها الدولة الإسرائيلية. فإسرائيل لا تستخدم التكنولوجيا والأسلحة الغربية للقتل الجماعي فحسب، بل تستخدم أيضا نفس المعرفة والعقل والأخلاق لتبرير ذلك”.
وأضاف الموقع، “إن السعي الفلسطيني من أجل الحرية ومستقبل غير استعماري يحيي بقوة الوعي المزدوج للمضطهدين في كل انحاء العالم. فمن ناحية، تستحضر فلسطين ذكريات الاستغلال، والسلب، والإذلال، والأطفال المسروقين، والعبودية، وقوانين جيم كرو، والفصل العنصري، والتفوق الأبيض، والإبادة الجماعية التي ارتكبتها القوى الاستعمارية الأوروبية الأميركية، كما تم تبرير هذه الجرائم الاستعمارية على أنها ممارسات أخلاقية وحروب عادلة.بالنسبة للجنوب العالمي وبعض الدول في الشمال العالمي، فإن مثل هذا الخطاب والممارسات العنصرية والاستعمارية بمثابة تذكير لتجاربهم الماضية والحالية مع القمع الليبرالي والاستعمار، كما تصورتها ناليدي باندور، وزيرة العلاقات الدولية والتعاون في جنوب أفريقيا. ومن ناحية أخرى، أعاد النضال الفلسطيني تنشيط تركيزنا على الثقافات والتقاليد والتاريخ والمعرفة واللغات والروحانيات الأصلية، وهي العناصر التي إما قمعتها أوروبا الاستعمارية أو دمرتها”.
وبحسب الموقع، “يخلق هذا التطور مسارات جديدة للتفكير في إنهاء الاستعمار والتحرر خارج أغلال النماذج الاستعمارية. إن صحوة الوعي تتكشف في منعطف عالمي حاسم، مع انحسار الهيمنة الغربية في مجالات القوة والاقتصاد والمعرفة. وكان صعود دول البريكس (البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا) بمثابة نهاية للهيمنة العالمية الغربية. ومن ناحية أخرى، كان التواطؤ الأوروبي الأميركي في الإبادة الجماعية في غزة سبباً في تحطيم قوتها المعيارية بشكل لا رجعة فيه. ويتجاوز هذا التواطؤ سلطة الدولة الرسمية والمؤسسات المرتبطة بالهيئات التي تدعم هذه السلطة، مثل وسائل الإعلام للشركات، وإدارات الجامعات، ونخبة المجتمع، وكبار الفلاسفة، والشركات، وغيرها الكثير”.
وتابع الموقع، “إن الصمود الفلسطيني في مواجهة حرب الإبادة الجماعية خلال الأشهر الثمانية الماضية قد أعاد وضع القضية الأخلاقية والعادلة الفلسطينية في قلب النضال الأخلاقي، مبتعدًا عن الأيديولوجيات الثابتة كما أظهرت الأجيال الشابة في الجامعات.إن الدعم الغربي لشراء إسرائيل المزيد من الوقت لتنفيذ المزيد من الإبادة والدمار في غزة لم ولن يوقف النضال من أجل تحويل فلسطين إلى مكان للإنسانية غير الاستعمارية”.
تقرير لـ”Middle East Eye” : الغرب يقوم بشراء الوقت لإسرائيل لتدمير غزة

ذكر موقع “Middle East Eye” البريطاني أن “شراء الوقت لتدمير غزة هو الهدف النهائي لحملة الخداع التي تشنها إسرائيل. واستخدمت الدعاية الإسرائيلية شخصيات سياسية وعسكرية وفكرية وإعلامية إسرائيلية رفيعة المستوى لوصف الفلسطينيين “أبناء ظلام”، ومتوحشين، وغير متحضرين، وإرهابيين، وقاطعي رؤوس، ونازيين جدد، وما شابه ذلك، وكل ذلك لتصوير الإبادة الجماعية باعتبارها مسارًا مشروعًا للعمل. لذلك، لم يتطلب الأمر الكثير من المؤسسة الليبرالية الغربية ووسائل إعلامها لتبني هذا الخطاب والذهاب إلى أبعد من ذلك من خلال محو فلسطين. لقد نجحت تكتيكات الخداع خلال الأسابيع الأولى من الهجوم الشامل على غزة، حيث عمل القادة السياسيون الغربيون كمشجعين للهجوم، واشترت إسرائيل الوقت لإخضاع 2.3 مليون رجل وامرأة وطفل محاصر لحملة لا هوادة فيها من الإبادة والتشريد والدمار والمجاعة من دون أي إلهاء خارجي”.
ما رأيك؟
رائع0
لم يعجبني0
اعجبني0
غير راضي0
غير جيد0
لم افهم0
لا اهتم0
اترك ردك