وأكد مسؤولون إيرانيون يوم الاثنين أنه تم العثور على جثث الرئيس البالغ من العمر 63 عامًا ووزير الخارجية وآخرين في موقع التحطم”.
وبحسب الموقع، “جاءت وفاة الرئيس في لحظة محفوفة بالمخاطر في الشرق الأوسط. كان رئيسي ثاني أقوى شخصية في البلاد، بعد المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي. ويتولى النائب الأول للرئيس الإيراني محمد مخبر الآن منصب الرئيس بالوكالة، كما تم تعيين كبير المفاوضين علي باقري كاني وزيراً للخارجية بالنيابة. واستنادا إلى الدستور الإيراني، سيتم انتخاب رئيس جديد خلال 50 يوما.ومع ذلك، سيكون لإرث رئيسي تأثير على العلاقات الداخلية والخارجية الإيرانية في المستقبل”.
الاتفاق النووي الإيراني
وبحسب الموقع، “على الرغم من أن معظم الأصوليين المحافظين عارضوا بشدة الاتفاق النووي الإيراني، المعروف باسم خطة العمل الشاملة المشتركة، فقد بذلت حكومة رئيسي قصارى جهدها لإحيائه، ولو دون جدوى، مع عدم رغبة إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن في المضي قدما فيه. ولم يكن البيت الأبيض والاتحاد الأوروبي يميلان في عهد بايدن إلى إحياء خطة العمل الشاملة المشتركة بسبب تعاون إيران مع روسيا، خاصة في حرب أوكرانيا، ومن ثم دعم إيران لحماس في الحرب ضد إسرائيل. كما وفرض بايدن 700 عقوبة جديدة على إيران، وفرضت الحكومات الأوروبية عشرات العقوبات الجديدة على إيران”.
وتابع الموقع، “نتيجة لذلك، كان رد الفعل الأكثر أهمية من جانب حكومة رئيسي هو النأي بنفسها عن خطة العمل الشاملة المشتركة، وتوسيع برنامجها النووي، والتحول إلى دولة على أعتاب القنبلة النووية. وهذا هو الإرث الأهم في عصر رئيسي، ويبقى أن نرى ما إذا كانت إيران ستصبح دولة نووية بعد وفاة رئيسي. وتفتقر الولايات المتحدة وأوروبا حالياً إلى أي مبادرة دبلوماسية أو استعداد للدخول في أي حوار جاد وواسع النطاق مع إيران، مع التركيز بدلاً من ذلك على زيادة العقوبات والتهديدات. وإذا استمر هذا المسار، فبغض النظر عمن قد يكون الرئيس القادم لإيران، فمن المرجح أن تمضي طهران قدماً في الحصول على القدرات النووية”.
التوترات بين إيران وإسرائيل
وبحسب الموقع، “خلال رئاسة رئيسي، وصلت التوترات بين إيران والمحور الأميركي الإسرائيلي إلى أعلى مستوياتها منذ الثورة عام 1979. وفي 1 نيسان 2024، أدت غارة جوية إسرائيلية على مبنى القنصلية الإيرانية في العاصمة السورية دمشق إلى مقتل العديد من كبار الضباط العسكريين الإيرانيين. ورداً على ذلك، نفذت إيران، في 13 نيسان، أول هجوم مباشر لها على الإطلاق على الأراضي الإسرائيلية من خلال نشر أكثر من 300 طائرة من دون طيار وصاروخ. إن استمرار الاتجاه الحالي بين إيران والغرب وإسرائيل قد يؤدي إلى حرب شاملة بين إيران وإسرائيل”.
وتابع الموقع، “كان التطور الرئيسي الثالث خلال رئاسة رئيسي هو التقارب بين إيران والمملكة العربية السعودية. وفي عهد الرئيس الإيراني السابق حسن روحاني، اقتحمت القوات الموالية للأصولية في كانون الثاني 2016 السفارة السعودية، مما أدى إلى أزمة دبلوماسية بين الرياض وطهران. وفي آذار 2023، توسطت الصين في التقارب الإيراني السعودي. لكن السبب الرئيسي لهذا التطور هو أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان تبنى استراتيجية جديدة لتحويل السعودية إلى القوة الاقتصادية الرائدة في الشرق الأوسط في إطار رؤية 2030. ولتحقيق هذا الهدف، عمل على تطبيع العلاقات مع الدول الإقليمية، بما في ذلك إيران وقطر ومصر وتركيا، وحتى مع إسرائيل، مع توسيع العلاقات أيضًا مع قوى الكتلة الأوراسية وروسيا والصين”.
وأضاف الموقع، “أرسى هذا التطور الأساس لعلاقات أفضل بين العرب وإيران خلال الإدارة الإيرانية المقبلة. وكان التطور الإقليمي الدولي الرئيسي التالي هو عضوية إيران الدائمة في منظمة شنغهاي للتعاون، وطلب إيران الانضمام إلى مجموعة البريكسالتي تضم البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا والتي اعتبرتها بكين وموسكو قطباً مضاداً قوياً للغرب. وإذا استمرت الأعمال العدائية بين الغرب وإيران، فإن عضوية الأخيرة في هاتين المنظمتين المهمتين من شأنها أن توفر الأساس لاستكمال عملية تحول إيران نحو الشرق”.
الحكم الموحد
وبحسب الموقع، “أخيرًا، في الداخل، كان رئيسي أول رئيس لإيران خلال قيادة آية الله خامنئي الذي يتماشى تمامًا مع سياسات القيادة محليًا وإقليميًا ودوليًا. وكان للرؤساء السابقين من المعسكرات الإصلاحية أو المعتدلة، مثل أكبر رفسنجاني ومحمد خاتمي وروحاني، وجهات نظر مختلفة عن السياسة الخارجية والداخلية من القيادة. وحتى محمود أحمدي نجاد، المنتخب من الجبهة الأصولية، كان لديه في نهاية المطاف خلافات واسعة النطاق مع القيادة. في الواقع، كان عهد رئيسي بمثابة الفترة الأولى التي أصبح فيها الحكم في إيران موحدا، حيث سيطر المتشددون على السلطة عبر الحكومة والبرلمان والقضاء والمؤسسات الأمنية والعسكرية”.
وتابع الموقع، “لكن في عهد رئيسي، شهدت الجبهة الأصولية انقساماً، فقد تم تهميش الشخصيات المعتدلة في المعسكر مثل علي لاريجاني، رئيس البرلمان السابق، في حين واجهت الشخصيات شبه المعتدلة مثل محمد باقر قاليباف، رئيس البرلمان الحالي، انتقادات حادة من الفصيل الأكثر تطرفاً. وسعى رئيسي إلى وضع نفسه في وسط هذا التنافس، ولذلك أصبحت فكرة “وحدة الحكم” موضع تساؤل. وبالتالي، بعد رئيسي، هناك فرضيتان متوقعتان في ما يتعلق بالسياسة الداخلية لإيران، وتشير إحداهما إلى أن الأصوليين المتطرفين سوف يشددون قبضتهم ويسيطرون بشكل كامل على الحكومة، وهو ما قد يؤدي إلى تصاعد التوترات بين إيران والغرب. أما الفرضية الثانية فهي أنه، وبتوجيه من القيادة، ستدخل إلى المشهد قوى معتدلة داخل المعسكر الأصولي، مما يزيد من فرص تخفيف التوتر بين إيران والغرب”.
اترك ردك