تقرير لـ”The Hill”: الشرق الأوسط يواجه تهديداً ثلاثياً

ذكرت صحيفة “The Hill” الأميركية أن “حماس وحزب الله والمتمردين الحوثيين يتشاركون في شيء واحد وهو أن الجماعات الثلاث لا يمثلون دولة بشكل رسمي. لعقود من الزمن، جرى الحديث عن الخطر الذي تشكله “الجهات الفاعلة غير التابعة للدولة” في العالم، لكن هذه الجماعات أثبتت أنها أكثر التزاماً وذكاءً عسكرياً مما كانت عليه في الماضي. وفي الشرق الأوسط، نواجه تهديداً ثلاثياً يتمثل في جماعات متطورة على نحو متزايد، والتي تتزايد قوتها ونفوذها، وتعمل كوكلاء للحكومات الرسمية وتستعرض عضلاتها بطرق مميتة”.

وبحسب الصحيفة، “تسيطر حماس على قطاع غزة منذ عام 2006، ويحدد ميثاقها هدفا واضحا يتمثل في تدمير دولة إسرائيل وإقامة الشريعة الإسلامية. خوفاً منها من عدم حصول القضية الفلسطينية على الاهتمام الكافي في عام 2023، وسعياً منها لوقف الصفقة بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية، شنت حماس هجومها في 7 تشرين الأول، ما أدى إلى إشعال فتيل الصراع في الشرق الأوسط. وأدى غزو الجيش الإسرائيلي لقطاع غزة إلى مقتل أكثر من 30 ألف فلسطيني. وأدت غارة إسرائيلية الأسبوع الماضي إلى مقتل القيادي البارز في حماس مروان عيسى، الذي يصفه الكثيرون بأنه “العقل المدبر” لهجوم 7 تشرين الأول. وتم إطلاق سراح بعض الرهائن الإسرائيليين، لكن العديد منهم ما زالوا محاصرين في غزة. ومؤخراً، قال مسؤول في حماس لشبكة CNN إن الحركة لا تستطيع تقديم “أي ضمانات بشأن سلامة الرهائن الإسرائيليين”. ونفى المسؤول نفسه أن حماس اغتصبت النساء في الأسر”.
وتابعت الصحيفة، “هنا يأتي دور حزب الله على الحدود الشمالية لإسرائيل. نشأ الحزب في أوائل الثمانينيات ونما ليصبح حزبًا سياسيًا كاملاً يسيطر الآن على أجزاء من لبنان. ومثل حماس، يعتمد حزب الله على إيران في تمويله، وقد تم تصنيفه على أنه “منظمة إرهابية” من قبل الولايات المتحدة ودول أخرى في الغرب. إذاً، ما مدى التقارب بين حماس وحزب الله؟ في اليوم التالي لهجوم حماس على إسرائيل، أطلق حزب الله صواريخ على الجزء الشمالي من إسرائيل، مما أدى إلى فتح الجبهة الجنوبية لاشتباكات يومية بين الطرفين”.
وأضافت الصحيفة، “حزب الله وإسرائيل يسيران على طريق الحرب. وفي الأسبوع الماضي، شنت إسرائيل ضربات في عمق لبنان، مما رفع عدد القتلى إلى 240 وأدى إلى إطلاق وابل من صواريخ الكاتيوشا من قبل حزب الله. وفي الوقت نفسه، يهدد المتمردون الحوثيون البحار، كما ولهم وجود عسكري قوي في اليمن، ويتلقون تمويلاً من إيران. وبرز الحوثيون على الساحة في عام 2014 خلال حرب أهلية خلفت في أعقابها أزمة إنسانية هائلة. وعلى الرغم من المحاولات الغربية لكبح جماح الحوثيين، إلا أنهم ما زالوا يشكلون تهديدًا حتى ضد حاملات الطائرات الأميركية، حيث هاجموا أكثر من 40 سفينة في الأشهر القليلة الماضية بطائراتهم البحرية المسيّرة، والصواريخ الباليستية المضادة للسفن، وصواريخ كروز، وغيرها، وهذا يمثل قوة نيران كبيرة بالنسبة لجماعة غير حكومية. إذاً، ما الذي يجب فعله لتقليل تأثير هذه المجموعات؟”
بحسب الصحيفة، “يجب البحث عن المصدر وهو إيران. ثانياً، نحتاج إلى حملة أكثر قوة لمكافحة التضليل للكشف عن أكاذيب دول مثل الصين وإيران وروسيا. ثالثا، يتعين علينا أن نتجنب خلق أيديولوجياتنا العنيفة وأن نبدأ في الانخراط في ذلك النوع من الحوار والخطاب الذي يليق بالديمقراطية. يجب أن نعود إلى أيام القواسم المشتركة والمجتمع والحوار بطريقة عقلانية. يجب أن نشاهد ونتعلم”.