وبحسب الصحيفة، “ما تتم مناقشته الآن هو الحد الأدنى من انسحاب القوات التابعة للحزب من الحدود التي قد يعتبرها العديد من الاستراتيجيين العسكريين صغيرة جدًا بحيث لا يمكن الدفاع عنها بشكل فعال. إذاً، ماذا يعني بالنسبة للأمن القومي الإسرائيلي والردع إذا قبلت القيادة السياسية في إسرائيل، تحت ضغط من الولايات المتحدة، بانسحاب غير كاف لقوات حزب الله من الحدود اللبنانية – الإسرائيلية، إلى أي مكان بالقرب من الخطوط الآمنة المبينة في قرار مجلس الأمن رقم 1701؟”
ورأت الصحيفة أن “هذا هو السؤال الذي يبقي كبار مسؤولي الجيش الإسرائيلي مستيقظين في الليل، حيث يتم منحهم تفويضًا بالدفاع الكامل عن مواطني شمال إسرائيل بينما يقيدهم حل دبلوماسي لا يمكن الدفاع عنه. إذا قبلت إسرائيل بانسحاب قوات حزب الله إلى مسافة 10 كيلومترات فقط شمال الحدود اللبنانية – الإسرائيلية، فهل سيشعر المواطنون الإسرائيليون في الشمال بالأمان الكافي للعودة إلى منازلهم؟ في حديث مع رئيس بلدية كريات شمونة، أكبر مدينة في الجليل الأعلى، وفريقه الإداري، وكذلك المجلس الإقليمي للجليل الأعلى ومواطني الجليل الغربي، وجميعهم على الحدود مع لبنان، بدا أنهم مصرون على أنهم سيحتاجون إلى الشعور بالأمان التام قبل العودة إلى منازلهم، خاصة بعد أن رأوا حزب الله يقترب من السياج الحدودي لسنوات دون رد فعل إسرائيلية”.
وتابعت الصحيفة، “في ضوء ما حدث في السابع من تشرين الأول، تغير مدى تحمل الإسرائيليين للمخاطر المتمثلة في تعريض عائلاتهم للأذى. فكيف سيكون شعور الشعب الإسرائيلي إزاء قبول حكومة رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو انسحاب حزب الله إلى مسافة أقل من تلك المنصوص عليها في القرار 1701؟ فهلي سيعتبرها الشعب الإسرائيلي خطوة حكيمة وعملية أم استسلاماً للسياسة الأميركية؟ إذا كان الأمر الأخير، فهل سيجعل الشعب نتنياهو يدفع الثمن في صناديق الاقتراع عندما تأتي الانتخابات؟ البراغماتية في القدس، وهو الثمن الذي تحتاج إسرائيل إلى دفعه مقابل الدعم الأميركي المستمر مع عدم وجود خيار لنتنياهو سوى التضحية بالأمن الكامل في الشمال من أجل نجاح دبلوماسي يرضي حليفها الأكثر أهمية، لن يكون مقبولا، ليس فقط بين المواطنين الإسرائيليين في الشمال، بل في كل أنحاء البلاد”.
وأضافت الصحيفة، “يعتقد المواطنون على الحدود الشمالية لإسرائيل أنهم يجب أن يتمتعوا بأقصى قدر ممكن من الأمن كما يتوقع ويطالب أي مواطن إسرائيلي آخر في البلاد. وفي حين أن معدل تأييد نتنياهو منخفض، فإن الدعم للجيش الإسرائيلي، على الرغم من فشله العملياتي والاستخباراتي في 7 تشرين الأول، لا يزال عند حوالي 80%. إن الأمة تكون أمة فقط إذا استطاعت ضمان سلامة مواطنيها حتى حدودها. في الولايات المتحدة، يُطرح هذا السؤال طوال الوقت في ما يتعلق بحدودها الجنوبية، التي يسهل اختراقها، ودفعت نسبة متزايدة من الأميركيين إلى الاعتقاد بأن الأمة يجب أن تفي بالتزامها بضمان مسؤوليتها الأساسية، وتأمين حدودها”.
وبحسب الصحيفة، “إسرائيل لا تريد الدخول إلى لبنان إذا لم تكن مضطرة لذلك. إن التصور بأن إسرائيل مستعدة لقطع مسافة بعيدة في الجنوب هو ما سيتردد صداه في الشمال. وهذا هو الأساس الذي لا غنى عنه والمطلوب للحصول على أفضل نتيجة دبلوماسية وعسكرية على الحدود الشمالية”.
اترك ردك