وبحسب الصحيفة، “بدلاً من إضافة الحادث إلى “قائمة الجرائم الأميركية ضد الشعب الإيراني”، كما أعلن وزير الخارجية السابق محمد جواد ظريف، قد يرغب النظام في التفكير في استعداده للمخاطرة بسلامة قادته من خلال استخدام مثل هذه الطائرات المتهالكة. إن رغبة طهران في التنصل من اللوم ضرورية إذا كان النظام يريد أن يتغلب على الجولة الجديدة من الاضطرابات السياسية التي أطلقها موت رئيسي ضد معاقل الثورة الإسلامية التي لا تحظى بشعبية متزايدة في إيران. وفي حين يحاول المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي يائساً التظاهر بأن الأمور تسير كالمعتاد، فإن حقيقة عجز الملالي حتى عن توفير الأمن الأساسي لرئيسهم تؤكد التصور المتصاعد بين الإيرانيين بأن النظام في حالة انحدار نهائي”.
وتابعت الصحيفة، “رغم كل ادعاءات إيران بأن يُنظر إليها كقوة رئيسية في العالم، فإن الحقيقة المرة هي أنه خلال السنوات الخمس والأربعين التي تلت استيلاء آيات الله على السلطة، تحولت هذه الأمة التي كانت فخورة ذات يوم إلى حالة من الفوضى. ومع معدل التضخم الذي يتراوح بين 30 و50 في المائة، والبطالة بين الشباب التي تصل في كثير من الأحيان إلى ما يقرب من 30 في المائة، من المرجح أن تواجه البلاد الإفلاس لولا الدعم الاقتصادي الذي تتلقاه من الصين، التي تشتري كميات كبيرة من النفط الإيراني بسعر مخفض”.
وأضافت الصحيفة، “من ناحية أخرى، كشفت الحرب في غزة عن وهم ادعاء إيران بأنها قوة عسكرية كبرى. فقد أثبت “محور المقاومة” التابع لطهران أنه لا يضاهي قوة النيران الإسرائيلية، كما وأثبتت الجهود التي بذلتها إيران لاستهداف إسرائيل مباشرة الشهر الماضي فشلاً ذريعاً، حيث تم اعتراض كل القذائف تقريباً.ولم يغب الضعف الأساسي الذي يعاني منه النظام عن الإيرانيين العاديين، الذين عبروا على نحو متزايد عن استيائهم من قادتهم من خلال تنظيم الاحتجاجات. وفي حين يُحرم معظم الإيرانيين من فرصة تسجيل ازدرائهم للنظام في صناديق الاقتراع، فإن ذلك لم يمنعهم من الاستمرار في موجة مستمرة من التظاهرات المناهضة للحكومة، حتى لو كان ذلك يعني إثارة غضب قوات الأمن الإيرانية”.
وبحسب الصحيفة، “في مثل هذه الظروف، تأتي وفاة رئيسي في منعطف حرج بالنسبة للنظام الإيراني، وهو المنعطف الذي ينبغي للقوى الغربية أن تستغله. وبدلاً من الإشارة إلى ندمهم، كما فعل مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة من خلال الوقوف دقيقة صمت تكريماً لرئيسي، ينبغي للغرب أن يبذل قصارى جهده لتسليط الضوء على حقيقة أن أيام النظام أصبحت معدودة. ربما وافق خامنئي على إجراء انتخابات جديدة في الثامن والعشرين من حزيران، لكنها لن تكون ديمقراطية على الإطلاق، ويجب أن يحصل جميع المرشحين على أوراق اعتمادهم الإسلامية من قبل مجلس صيانة الدستور وخامنئي، مع منع حتى أنصار النظام المخلصين من الترشح”.
اترك ردك