ومنذ اليوم الأول للحرب على غزة، أصدر وزير الحرب يوآف غالانت قراراً بمنع إدخال الشاحنات إلى غزة وقطع إمدادات الوقود والغداء وقطع الكهرباء، ما فاقم من الأزمة الإنسانية التي أحدثتها الحرب الإسرائيلية.
الأضحى وتداعيات التجويع
وبحسب المكتب الإعلامي الحكومي، فإن هناك 3500 طفل في القطاع يواجهون خطر الموت جوعا، جراء القيود والحرب المتواصلة منذ السابع من تشرين الأول الماضي، بسبب اتباع الجيش الإسرائيلي سياسات تجويع الأطفال.
ويعاني أطفال القطاع دون الخامسة من نقص الحليب والغذاء، وانعدام المكملات الغذائية، وحرمانهم من التطعيمات، ومنع إدخال المساعدات الإنسانية للأسبوع الرابع على التوالي، وسط صمت دولي فظيع.
ويضيف الحافي لـ”العربي الجديد” أن الكثير من السلع تعاظمت أسعارها أكثر من خمسة أضعاف عما كانت عليه في السابق، وسط ندرة شديدة في ظل تكدس الفلسطينيين النازحين حالياً في مناطق وسط القطاع.
ويشير إلى أن القطاع سيكون أمام مجاعة حقيقية في حال عدم إدخال سلع ومنتجات غذائية جديدة كافية واستمرار إغلاق المعابر وعدم انتهاء الحرب الإسرائيلية على غزة.
الرصيف المؤقت
ووفق رئيس المكتب الإعلامي الحكومي في غزة سلامة معروف، فإن الرصيف المؤقت ليس ذا جدوى حيث لم يسهم بشكل جدي، منذ تدشينه قبل شهر ونصف، في التخفيف من كارثية الواقع الإنساني داخل قطاع غزة، فلم يمر عبره منذ إنشائه سوى عدد محدود جداً من الشاحنات لا يتجاوز 120 شاحنة.
ويضيف عبده لـ”العربي الجديد” أن مستويات انعدام الأمن الغذائي تتفاقم بشكل مضطرد في جميع أنحاء القطاع نتيجة إصرار إسرائيل على ارتكاب جريمة التجويع واستخدامه سلاحَ حرب، في إطار جريمته الأشمل في الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين في قطاع غزة.
ويشير إلى أنه مع إغلاق المعابر ومنع إدخال المساعدات الإنسانية، فإن شبح المجاعة وسوء التغذية الحاد عاد بسرعة وتوسع ليطاول جميع سكان قطاع غزة، البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، نصفهم من الأطفال، وبخاصة في شمال غزة، حيث نفدت البضائع من الأسواق.
وبحسب المرصد الأورومتوسطي، فقد جرى تسجيل 30 حالة وفاة رسميًّا نتيجة المجاعة، وهناك تقديرات بتسجيل حالات وفاة شبه يوميًّا نتيجة تداعيات الجوع إضافة إلى الوفيات الناجمة عن القصف والافتقار إلى العلاج والرعاية الصحية.
ووفق تقرير صادر عن منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، فإن 9 من كل عشرة أطفال في غزة لا يستطيعون تناول العناصر الغذائية من مجموعات غذائية كافية لضمان نموهم وتطورهم بشكل صحي.
وذكرت المنظمة الأممية أن خمس مجموعات من البيانات التي جمعت بين كانون الأول 2023 ونيسان 2024 وجدت أن تسعة من كل عشرة أطفال في قطاع غزة، الذي يتعرض لقصف إسرائيلي منذ تشرين الأول الماضي، يعانون من فقر غذائي حاد، ما يعني أنهم يتغذون على مجموعتين غذائيتين أو أقل في اليوم للبقاء على قيد الحياة.
قيود على المساعدات
وتوضح حمدان لـ”العربي الجديد” أن “أونروا” استلمت في الخامس من حزيران 62 شاحنة محملة بالمساعدات الإنسانية عبر معبر كرم أبو سالم (57 منها كانت لأونروا) وهو ما يمثل انخفاضًا هائلًا في عدد الشاحنات التابعة للأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية مقارنة بما كان الوضع عليه حتى قبل بدء عملية رفح.
وتشير إلى أن الأوضاع المعيشية تزداد صعوبة في ظل استمرار الحرب الضروس، وفي المقابل، هناك محدودية في الإمدادات ومخاوف من ارتفاع معدلات انعدام الأمن الغذائي، في ظل معاناة أطفال غزة من فقر غذائي حاد.
وتشدد حمدان على ضرورة فتح المعابر والسماح بتدفق الإمدادات الإنسانية بشكل عاجل ومنتظم وبكميات كافية تلبي الحاجات الملحة والضخمة، من أجل مواجهة الكوارث الصحية والبيئية التي تفاقم المعاناة الإنسانية للمدنيين. (العربي الجديد)
اترك ردك