التناحرُ الذي كان يُبعد جمهور “القوات” عن “حزب الله” تبدّد في موقفٍ واحدٍ يرفضُ العبث بجغرافية لبنان أو حدوده، فيما هناك رفضٌ تام لأي فكرة تجعل لبنان مُلحقاً بسوريا.
اليوم، وبعد مرور 105 أعوام على ذاك الحدث التاريخيّ، ينظرُ اللبنانيون بـ”عين القلق” إلى مستقبل وطنهم خصوصاً إن حصل ما هو غير مرغوب به تحت الضغط والنار.
المسألة الخطيرة التي يتوجسّ منها اللبنانيون لا ترتبطُ فقط بجعل لبنان جزءاً من سوريا فحسب، بل ترتبطُ بمصير كل شيء. في الواقع، ومهما كانت الفكرة المطروحة جدية أم لا، ينبغي تآزر اللبنانيين لوضع حدّ لها ومواجهتها بكل السبل، ذلك أن التهديد سيطالُ الجميع من دون إستثناء.
كل ذلك يستدعي الإستنفار السياسي على أوسع نطاق، فيما الغاية اليوم هو الوصول إلى ترسيخ الدولة لا تفكيكها بعدما ضاقت السبل نحو بنائها بشكلٍ سليم. حتماً، يقف لبنان اليوم أمام مُنعطف تاريخيّ مفصلي.. فإما أن ننجو ونحافظ على الوطن الذي نعرفه الآن وإما سنشهدُ على حقبة جديدة عنوانها التفكك و”اللالبنان”.
اترك ردك