وبحسب الموقع، “إن تزايد عدد الحوادث يستدعي بلا شك ردودًا واضحة ومقبولة من كل الدول الأعضاء. في عدة مناسبات خلال الأسابيع الأخيرة، أقلعت طائرات تابعة لحلف الناتو، وتم تفعيل بطاريات مضادة للطائرات ردًا على تسلل طائرات من دون طيار، وفي حالتين، طائرات روسية إلى المجال الجوي لعدة دول، منها بولندا ورومانيا وإستونيا. هذا كثير، ولم تكن الاستجابة مقنعة تماما. إن إطلاق النار على طائرة روسية، حتى لو اخترقت المجال الجوي لدولة عضو في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، ليس قرارًا سهلاً. هناك سابقة لا تزال عالقة في أذهان الجميع: ففي عام 2015، أسقطت تركيا، العضو في حلف شمال الأطلسي، طائرة سوخوي روسية اخترقت مجالها الجوي، وحينها تمت إدارة التوتر بين بوتين ونظيره التركي رجب طيب أردوغان، اللذين تربطهما علاقة خاصة جدًا”.
وتابع الموقع، “يختلف سياق الحرب في أوكرانيا. فمن شأن أي حادث جوي بين جيش تابع لحلف شمال الأطلسي (الناتو) والقوات الجوية الروسية أن يُنذر بسلسلة من ردود الفعل الخطيرة التي سعى الجميع إلى تجنبها منذ بدء الغزو الروسي قبل ثلاث سنوات ونصف السنة. لكن هذه التوغلات المتكررة تهدف تحديدًا إلى بثّ البلبلة بين الدول الداعمة لأوكرانيا، أكثر من تهديدها بالقوة العسكرية. إن التناقضات والخوف من الصراع هما بالضبط ما يسعى بوتين إلى غرسه في نفوس نظرائه الغربيين”.
وأضاف الموقع، “مرة أخرى، نعود إلى موقف ترامب من هذه القضية، كما في غيرها. لقد اعتاد أعضاء الناتو الأوروبيون الاعتماد على “الأخ الأكبر” الأميركي في اتخاذ القرارات الأمنية لفترة طويلة جدًا، ولم يعودوا يمتلكون الجرأة لاتخاذ قراراتهم بأنفسهم. وحتى لو أصبحوا أكثر استقلالية، فإن جيوشهم تعتمد على الاستخبارات والحماية الأميركية. لذا، سيُتخذ القرار بشأن قواعد الاشتباك في واشنطن. على مدار الأشهر السبعة الماضية، تراجع ترامب عدة مرات عن موقفه تجاه أوكرانيا، وبلغ هذا التراجع ذروته يوم الثلاثاء بعد لقائه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي”.
وبحسب الموقع، “بعد أن ضغط على أوكرانيا لتقديم تنازلات، يعتقد الآن أنها قادرة على استعادة المناطق التي احتلتها روسيا. هل يعتقد ذلك حقًا، أم أنه يحاول فقط إقناع بوتين بأن يكون أكثر تصالحًا؟ لا أحد يعلم، ولا حتى زيلينسكي، الذي صرّح بأنه فوجئ بموقف الرئيس الأميركي الجديد. ورغم علاقته الجيدة ببوتين، الذي كان يأمل منه تعاونًا أكبر لإنهاء الحرب في أوكرانيا، هل ترامب مستعد للمخاطرة بمناوشة جوية مع طائرة روسية؟ بالتأكيد، موافقة الرئيس الأميركي ليست كلمته الأخيرة، ولكن إذا كان جادًا، فإنها ستغير الوضع تمامًا على الجناح الشرقي لأوروبا”.
المصدر:
لبنان24
اترك ردك