رسائل “حزب الله” من المرفأ: إبعاد تهمة التعطيل

كتب عماد مرمل في” الجمهورية”:لم يكن أمراً عادياً أن يتقدّم وزير «حزب الله » المسيرة التي نظّمها أهالي ضحايا تفجير المرفأ، إلى جانب ممثلين عن «القوات اللبنانية » وحزب «الكتائب » وغيرهما، إذ إنّها المرّة الأولى التي ينخرط فيها «الحزب » في مثل هذا الحراك الذي لطالما كان يتصدّره خصومه وحدهم، (بل إنّ بعضهم كان يستخدم المناسبة منصة للتصويب عليه و »التعبئة » ضدّه.

واللافت، انّ انضمام الوزير ناصر الدين إلى حراك الأهالي وما يعكسه من إشارات مرمّزة، أتى بالترافق مع اشتداد الضغوط والحملات على «حزب الله » في ملف السلاح، ما يوحي بأنّ «الحزب » لا يزال يتفادى قطع الجسور مع الآخرين، وإن اهتزت أحيانا تحت ضغط التحدّيات الصعبة.
وبهذا المعنى، يبدو «الحزب » من خلال سلوكه، عازماً على تثبيت حضوره الداخلي وتعزيز فعاليته على قاعدة انّه سيكون حيث يجب أن يكون، من المرفأ إلى جلسة مجلس الوزراء التي خُصّصت للبحث في حصرية السلاح وما بينهما وبعدهما. ويشير العارفون إلى انّ وجود «الحزب » عبر ناصر الدين في حراك أهالي ضحايا انفجار المرفأ إنما ينطوي على الرسائل الآتية: تأكيد تعاطفه وتضامنه مع ذوي الضحايا، بعدما حاولت بعض القوى السياسية من طوال السنوات السابقة أن تضعهم في مواجهته، وأن تحوله خصماً لهم، بينما هو يعتبر نفسه منحازاً اليهم ومعنياً بإنصافهم.
تفعيل انخراطه في قضايا الواقع اللبناني وتظهير اهتمامه المتزايد بها، خلافاً لما كان يؤخذ عليه من انّه يهمّش هذا الواقع ولا يعطيهالأولوية التي يستحقها في حساباته.
إظهار حرصه على تحقيق العدالة المجرّدة والمحاسبة النزيهة في قضية تفجير المرفأ، وبالتالي إسقاط المقولات التي تروّج أنّه يحاول تعطيل مسار الوصول إلى الحقيقة، ويسعى إلى منع القانون منان يأخذ مجراه. 
تسخيف الاتهامات الموجّهة إليه من خصومه، بأنّه يتحمّل مسؤولية انفجار المرفأ وما ترتب عليه من خسائر فادحة، في إطار محاولةشيطنة صورته. 
وقف الاستغلال والاستثمار السياسيين لمأساة 4 آب من جهات محدّدة، بدت كأنّها تحتكر التعاطف مع وجع الناس والحرص علىكشف الحقيقة، واضعة الآخرين في قفص الاتهام او في موقع الدفاع.