في زمنٍ تتسارع فيه التحوّلات الاقتصادية وتزداد فيه التحديات المعيشية، أصبحت السيارة حلماً بعيد المنال لدى فئات واسعة من الناس، بعد أن كانت خياراً متاحاً بسهولة أكبر في السنوات الماضية. فقد شهد سوق السيارات الجديدة ارتفاعاً حاداً في الأسعار، مدفوعاً بأزمات سلاسل التوريد، وارتفاع تكاليف الإنتاج، وتقلّب أسعار العملات، مما دفع العديد من المستهلكين إلى إعادة النظر في أولوياتهم، والتوجّه نحو سوق السيارات المستعملة، الذي بدأ يشهد انتعاشاً ملحوظاً لا يمكن تجاهله.
لكن، هل يعني هذا الانتعاش أن السوق بات أكثر أماناً وتنظيماً؟ أم أن الإقبال المتزايد قد فتح الباب أمام ممارسات غير نزيهة، واستغلال لحاجة الناس؟ وما هي العوامل التي دفعت بهذا السوق إلى الواجهة من جديد؟ وهل يستحق المغامرة فعلاً.
وأكد الصعيدي ” أن الطلب الأكبر حالياً على السيارات الاقتصادية، ذات الاستهلاك المنخفض للوقود، والموديلات ما بين 2015 إلى 2019″.
وأفاد “بأن المستهلكون باتوا أكثر وعياً، يسألون عن تاريخ السيارة، ويتأكدون من سجلها قبل اتخاذ القرار.
من جانبه، يفسر سامي أبو حمزة، خبير اقتصادي مختص بسوق النقل، هذا الانتعاش بقوله: “ارتفاع أسعار السيارات الجديدة، بنسبة تصل في بعض الأحيان إلى 60%، جعل الكثيرين يعيدون التفكير في شراء المستعمل كخيار أول”.
أضاف أبو حمزة “أن هناك تأثيرا مباشرا لأزمة سلاسل الإمداد العالمية، ونقص الرقائق الإلكترونية، ما قلّل المعروض من السيارات الجديدة”.
وأكد “أن هذا الانتعاش قد يستمر لفترة، لكنه غير مستدام على المدى البعيد ما لم تتغير العوامل الاقتصادية الأساسية”.
ليلى البقيلي، شابة اشترت مؤخراً سيارة مستعملة، تحدّثت عن تجربتها قائلة: “كنت أخطط لشراء سيارة جديدة، لكن الأسعار كانت خيالية مقارنة بدخلي، فاضطررت للتوجه إلى السوق المستعمل”.
وأشارت البقيلي إلى أن “بحثت لأكثر من شهر، وقمت بفحص عدة سيارات قبل اتخاذ القرار، حتى وجدت واحدة مناسبة من حيث السعر والحالة”.
وأكدت أن “الشراء لم يكن سهلاً، فهناك خوف دائم من الوقوع في فخ الغش، لكن مع الفحص الجيد والنصائح من الأصدقاء، تجاوزت الأمر”.
وقال: “للأسف، بعض البائعين يتلاعبون بعدادات الكيلومترات أو يخفون حوادث سابقة، ما يتطلب فحصاً دقيقاً ومهنيًا قبل الشراء”.
وتابع: “أنصح أي شخص بعدم شراء سيارة دون فحص شامل عند ميكانيكي موثوق، فهذا قد يوفر عليه خسائر كبيرة لاحقاً”.
اترك ردك