وذكرت صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية، أنه من الواضح أن الهجوم الجوي الإيراني على إسرائيل قد غير قواعد اللعبة بين البلدين، ونقلت آراء 4 خبراء في هذا الشأن.
استغلال الهجوم للتقدم في غزة
ويرى اللواء احتياط يعقوب عميدرور، أن هناك حاجة إسرائيلية للرد على إيران، وهناك خياران جيدان، إما الاستفادة من الهجوم الأخير لمهاجمة إيران، أو التوصل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة الأميركية للدخول إلى رفح بهدف القضاء على حماس، مستطرداً: “لقد حان الوقت لاستخدام ائتماننا الدولي”.
استهداف الأراضي الإيرانية
أما الجنرال الإسرائيلي يعقوب ناجل، فرأى أن اعتراض الأنظمة الدفاعية في إسرائيل لأكثر من 90% من التهديدات، لا ينبغي أن تقلل من الثمن الذي يجب دفعه على الإطلاق، مشدداً على أن إسرائيل بحاجة إلى رد كبير ضد إيران على الأراضي الإيرانية.
الرد باستخدام التكنولوجيا الإسرائيلية
بدوره، يقول الجنرال الإسرائيلي، يوسي كوبرفاسر: “يجب ألا تكون إسرائيل راضية عن نفسها، وعليها أن تجد الرد المناسب، لأن الإيرانيين يقولون إنهم يغيرون قواعد اللعبة”. وتابع: “حتى وفقاً لهذه القواعد الجديدة، نحتاج إلى أن نكون العامل المهيمن، لنظهر لهم أن هناك ثمناً يجب دفعه، ومن ناحية أخرى، علينا أن نتذكر أننا نريد التركيز على استكمال المهمة في غزة والحفاظ على علاقات جيدة مع الإدارة الأميركية، ولا ينبغي لنا أن نشعر بالرضا عن النفس، ولكن يتعين علينا أن نجد الاستجابة المناسبة”.
خطط الجيش الإسرائيلي
وتحت عنوان “الجيش الإسرائيلي يوصي بالرد.. وهذه هي الخطة”، ذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية، أن الجيش لديه سلسلة من الخطط الهجومية المتنوعة ضد إيران، وبعد الهجوم على إسرائيل، يريد الجيش الإسرائيلي استخدام تحالف دولي يتم تشكيله “لإعادة إيران إلى حجمها”، موضحة أن الجيش يرى أن مثل هذا الرد ضروري للحفاظ على الردع.
وعلمت الصحيفة الإسرائيلية أن المسؤولين في الجيش أوصوا بضرورة الرد على إيران بعد الهجوم العداوني، موضحة أنه عقب الهجوم تم طرح الموقف في جميع المناقشات الأخيرة مع المستوى السياسي، لكنها رأت أن مثل هذا التحرك “معقد للغاية”، وأن شن هجوم في نفس وقت الهجوم الإيراني كان غير صحيح، مشيرة إلى أن قادة الجيش يرون أن الحادث لم ينته بعد، ويجب النظر في حجم العملية ونطاقها.
وأضافت الصحيفة أن الجيش الإسرائيلي يولي أهمية كبيرة لبناء تحالف ضد إيران، والذي لا يستغرق تشكيله سوى أيام قليلة بقيادة إسرائيل والأمريكيين، عن طريق دمج القوات والاتصالات بأنظمة الإنذار والكشف، مشيرة إلى أن الجيش الإسرائيلي يريد تسخير ذلك التحالف ضد إيران كونها “تهديداً كبيراً يضر بالسلام العالمي وعلى وشك أن يصبح نووياً”.
استهداف مسؤولين إيرانيين
واعتبرت يديعوت أن الاختبار الحقيقي لإسرائيل سيكون في اللحظة التي يتم فيها استهداف مسؤولين إيرانيين كبار آخرين في سوريا، والذين يعملون على تنفيذ أعمال عنف ضد إسرائيل وعلى بناء قدرات حزب الله، متسائلة: “هل سيوافق الجيش الإسرائيلي على مثل هذه العمليات التي كانت جزءاً من المعركة بين الحربين؟”.
وتحت عنوان: “هكذا تستطيع إسرائيل هزيمة إيران”، نقلت صحيفة “معاريف” الإسرائيلية عن البرفيسور عومير زناني مدير وحدة الأمن السياسي في مؤسسة بيرل كتسنلسون، حديثه بشأن كيفية تعامل إسرائيل مع الجبهة الجديدة التي انفتحت مع إيران، وقال إن السياسية الحالية ستجلب لإسرائيل حرباً إقليمية.
تحالف دولي
ووصف احتواء إسرائيل للهجوم الإيراني يوم السبت بـ”النجاح الباهر”، وقال أنه من أجل أن تكون الحرب ضد إيران ناجحة وفعالة، يجب ألا تعمل إسرائيل وحدها، ولكن كجزء من تحالف إقليمي بقيادة الولايات المتحدة، يحارب إيران بحكمة وتصميم.
كذلك، لفت زناتي إلى أن استمرار التوترات مع الإدارة الأميركية في ما يتعلق بالحرب في غزة وأزمة رفح يشكل حجر عثرة، ومن أجل إعطاء التهديد الإيراني الاهتمام الذي يستحقه، لن يكون هناك خيار سوى تصميم استراتيجية خروج من الحرب في غزة، مما سيساعد في حل التوترات مع الولايات المتحدة وكذلك مع الدول العربية الصديقة.
وأشار زناني إلى أن إسرائيل لن تتمكن من تعزيز التحالف الإقليمي طالما استمرت الحرب في غزة، وطالما ظلت المشكلة الفلسطينية دون حل، موضحاً أن “الجبهة الشمالية وعودة السكان إلى منازلهم، والتقدم السياسي في مواجهة الفلسطينيين، والعلاقات بين إسرائيل والعالم، والتهديد الإيراني والساحة الفلسطينية، أمور متشابكة، ولجميعها حل واحد”.
ورأى أن النهج الذي اتبعته إسرائيل كان نهجاً خطيراً وفاشلاً تجاه إيران، وأدى إلى تحويلها إلى دولة عتبة نووية، وتم هذا الأمر جزئياً تحت رعاية رئيس الحكومة الحالي بنيامين نتانياهو، مستطرداً: “عاجلا أم آجلا، استمرار هذه السياسة سيجلب علينا حرباً إقليمية ليس لنا فيها ما نكسبه، وسنخسر منها الكثير، إن مواجهة إيران تتطلب تحركاً صبوراً وتعاوناً إسرائيلياً إقليمياً أمريكياً وكثيراً من الاعتبارات”.
اترك ردك