نشر موقع “الجزيرة نت” تقريراً تحت عنوان: “القنص بالصواريخ الموجهة.. أحدث أدوات الإبادة في غزة”، وجاء فيه:
حركت عملية اغتيال 4 شبان فلسطينيين، وثقتها كاميرا مثبتة داخل مسيرة إسرائيلية يوم 21 آذار الماضي، قلم المؤرخ اللبناني فواز طرابلسي، فكتب في اليوم ذاته عبر صفحته على فيسبوك: “قنص الفرد بالصاروخ افتتاح عهد الذكاء الصناعي، وبدء أفول الإنسانية وقوانينها”.
ويوم 31 تموز 2024، تكرر المشهد ذاته في مخيم الشاطئ غربي مدينة غزة، فما أن انتهى مراسل الجزيرة إسماعيل الغول والمصور رامي الريفي من تغطيتهما فوق أطلال منزل رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية، بعد ساعات من اغتياله في طهران، حتى استهدفتهما مسيّرة إسرائيلية أخرى من الفئات المستخدمة في غزة منذ بدء الحرب، وهما يهمان بمغادرة المكان بسيارة مدنية.
لكن المسيّرة الإسرائيلية، التي نفذت عملية اغتيال الصحفيين الشابين، لم تسقطها المقاومة الفلسطينية كما في المرة السابقة، كي تتكشف فظاعة تسجيلاتها، لكن آثار جريمة الحرب تلك وثقها مدير المستشفى الأهلي العربي “المعمداني” الطبيب فضل نعيم، الذي قال للجزيرة نت إن جثة الغول “وصلت إلى المستشفى بدون رأس”، وهو ما ألغى الحاجة لإجراء فحص من قبل الطبيب الشرعي، فتم تكفين الشهيد الشاب، ثم دفنه.
على مدى شهري حزيران وتموز، تابعت الجزيرة نت حالات اغتيال مدنيي غزة بالصواريخ والقذائف، وآخرها حالة الشهيدين الغول والريفي، فتوصلت استنادا لمعاينة شظايا القذيفة التي أطلقتها المسيرة على مركبة الغول والريفي -والتي أدت أيضا لمقتل طفل كان على مقربة اسمه خالد الشوا- إلى أن اسمها “موخليت” (Mochlet)، وفقا لتحليل إدارة هندسة المتفجرات في شرطة قطاع غزة. وللإشار، فإن القذيفة المذكورة هي من إنتاج شركة رافائيل الإسرائيلية الحكومية للصناعات العسكرية.
وقال مهندسو إدارة هندسة المتفجرات لمعد التحقيق إن قذيفة “موخليت” التي قتلت الغول والريفي، سبق أن استخدمها جيش الاحتلال الإسرائيلي في قتل الصحفي محمد أبو دقة خلال عمله بمنطقة دوار أبو حميد وسط مدينة خان يونس في 29 تموز الماضي. وهي ذاتها استخدمت أيضا في السابع من كانون الثاني 2024 في قتل الصحفيين حمزة وائل الدحدوح ومصطفى ثريا، اللذين تم استهدافهما في منطقة موراج شمال رفح.
لكن القتل المنهجي أو العشوائي لمدنيي غزة لم يتم فقط باستخدام موخليت أو “سبايس 2000” (2000 Spice) إسرائيليتي الصنع، فالقذائف والصواريخ التي جمعها معد التحقيق وعرضها على إدارة هندسة المتفجرات في غزة للتعرف على منشأها ومواصفاتها تبين أنها أميركية الصنع.
كذلك، فإن قذائف “جي بي يو 31” (31 GBU) وقذائف “جي بي يو-31، في 3 بي” (GBU-31 V 3B) معدة بالأصل لتدمير المنشآت والمرافق العسكرية والمطارات والجسور، والطرقات والبنى التحتية، والمنشآت تحت الأرض، والمعدات والآليات العسكرية وتدمير الأبراج السكنية والمباني، وتخريب الأراضي الزراعية، وتدمير الطرقات والبنية التحتية إلى جانب قتل الأفراد.
عن مواصفات موخليت الإسرائيلية، يقول مهندسو شرطة غزة إنها موجهة بالليزر، ويتم إسقاطها من قبل طائرة استطلاع، وتحتوي على كثير من الشظايا المعدنية الثقيلة “الدايم”، وهي محرمة دوليا، خاصة ضد المدنيين والمناطق القريبة منهم، وتتسبب في إحداث بتر لأقدامهم وأجزاء من أجسادهم.
وإلى جانب الصواريخ المستخدمة في اغتيال الصحفيين والمدنيين، استخدم الجيش الإسرائيلي أيضا بشكل مكثف قنبلة “جي بي يو 31” في استهداف المدنيين وارتكاب مجازر بحقهم.
ومن القنابل المستخدمة ضد المدنيين في مجزرة المواصي التي نفذها جيش الاحتلال يوم 13 تموز الماضي، وراح ضحيتها 91 شهيدا و300 إصابة، القذيفة الموجهة “جي بي يو 31 في 1 بي” (GBU 31 V 1 B).
ووضع معد التحقيق الأدلة المرئية لبقايا الشظايا للقنابل التي سقطت على المدنيين الفلسطينيين في منطقة المواصي بغرب خان يونس، تموز الماضي، بين يدي الخبير العسكري اللبناني العقيد إلياس فرحات، الذي قال إنها من قنابل “جدام” وتزن ألفي رطل وهي قادرة على خرق 37 سم من الحديد و3 أمتار من الباطون وإحداث حفرة بعمق 13 مترا.
ويؤكد الخبير فرحات أن قنبلة “جدام” المستخدمة ضد المدنيين من قبل إسرائيل في غزة، هي قنبلة مشتركة للهجوم المباشر.
وتطلق هذه القنبلة -وفق فرحات- من الطائرات، وبواسطة توجيه نظام تحديد المواقع العالمي (جي بي إس) حيث تكون احتمال الإصابة بهامش 5 أمتار أو بتوجيه القصور الذاتي حيث تكون الدقة بحدود 30 مترا.
أما الخبير العسكري يوسف الشرقاوي، فيقول إن “الجيش الإسرائيلي يريد من استخدامه مواد محرمة دوليًا في قصفه المدنيين إحداث إبادة بشرية بشكل واسع وتحقيق قفزة بعدد الشهداء والجرحى، وهو من ضمن الأهداف غير المعلنة للحرب”. (الجزيرة نت)
اترك ردك