ويقول محرر الشؤون الدولية في صحيفة “فيتشير” السلوفينية جون كنوز، إنّ “التحركات السلوفينية في الامم المتّحدة تواجه عقبات أبرزها الفيتو الأميركي، إضافة إلى استحالة فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على إسرائيل بالإجماع في الظروف الحالية”.
ورأى أنّ “ليوبليانا قد تنضم قريبا إلى الدعوى التي رفعتها جنوب أفريقيا أمام محكمة العدل الدولية، كما قد تتجه إلى حظر منتجات المستوطنات أو إغلاق مجالها الجوي أمام الطائرات الإسرائيلية”.
وفي هذا السياق أيضاً، يقول المحلل السياسي دينيس ستريكوفيتش، أنّ “التحوّل الكبير في سياسات سلوفينيا جاء نتيجة خسارة اليمين المتطرف وتأثير اليسار في الحكومة، فضلا عن الرأي العام الرافض للإبادة مع اقتراب الانتخابات”.
ويضيف ستريكوفيتش أنّ “خلفية رئيس الوزراء روبرت غولوب لعبت دورا أساسيا، فهو أول رئيس وزراء سلوفيني يأتي من عالم الأعمال، وتحديدا قطاع الطاقة، مما يجعله أقل ارتباطا بالحسابات السياسية التقليدية وأكثر انفتاحا على العالم العربي كمصدر رئيسي للطاقة”.
ويشير إلى أنّ “العلاقات مع الدول العربية آخذة في التوسع، حيث لم تكن لسلوفينيا قبل سنوات سوى سفارة واحدة في القاهرة، بينما تشهد المرحلة الحالية توجها متزايدا نحو تعزيز الحضور الدبلوماسي العربي وتمديد اتفاقيات توريد الغاز مع الجزائر”.
وعلى المستوى الشعبي، يوضح أستاذ العلاقات الدولية في جامعة ليوبليانا فارس كوتشان، أنّ “السلوفينيين حساسون جدا لقضايا تقرير المصير نتيجة تجربتهم الخاصة، إذ كانت سلوفينيا أصغر جمهوريات يوغوسلافيا السابقة وأول من أعلن الاستقلال عام 1991. ويضيف أن “جيل الشباب الذي لم يعاصر يوغوسلافيا تأثر بشكل كبير بصور الإبادة الجماعية والمجاعة في غزة، مما عزز التعاطف الشعبي مع الفلسطينيين وجعل القضية الفلسطينية حاضرة بقوة في الوعي السلوفيني المعاصر”. (الجزيرة)
اترك ردك