وفي طيات هذا القرار، “يثبت كيف يمكن لقرارات سياسية جديدة أو لرغبات شعبية أن تُعيد تشكيل الهوية المكانية للمدينة، وتُزيح اسمًا مثيرًا للجدل ليحل محله اسم فنان يحظى بشعبية واسعة، مما يعكس تحولًا في الأولويات من السياسة الإقليمية إلى الهوية الثقافية المحلية”.
وفي حين تتكرر مطالب شعبية داعية إلى إنهاء كل ما يرمز إلى نظامَي الأسد وإيران في لبنان، لا تزال شوارع ومعالم رئيسية في بيروت تحمل أسماء رموز خارجية بارزة.
إن عملية تسمية الطرق في لبنان ليست ثابتة، بل هي عملية ديناميكية غالبًا ما تتأثر بالقرارات السياسية والاجتماعية. وفي حين تُعد البلديات هي الجهة المسؤولة عن تسمية الشوارع، لكن القرارات المهمة غالبًا ما تأتي من الحكومة.
تتخطى أسماء الطرق والشوارع في لبنان مجرد إطار العناوين الجغرافية، إذ أنها تحمل في طياتها قصصًا عن تاريخ هذا البلد وصراعاته السياسية، وتنوعه الثقافي. فالتجول في شوارع المدن اللبنانية كفيل بإعطائك لمحة عن الشخصيات التي أثرت في تاريخ هذا الوطن، سواء سلباً أو إيجاباً.
فكلما مررت بلافتة تحمل اسمًا، تذكر أنك لا تقرأ مجرد اسم، بل تقرأ فصلًا من فصول تاريخ لبنان.
اترك ردك