يأمل ترامب أنه بعد حرب الـ12 يوماً، أن تكون إيران قد اقتنعت بأن اقتراح المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف لا يزال يشكل مدخلاً للتوصل إلى حل ديبلوماسي للمشكلة النووية، وهو الذي يمكّن إيران من تخصيب اليورانيوم في إطار كونسورتيوم دولي لا يتخذ الأراضي الإيرانية مقراً له.
بديهي، أن اتفاق وقف النار لن يصمد كثيراً من دون تحصينه باتفاق سياسي. مثل هذا الاتفاق، يراه ترامب ممكناً بعدما نزع من نتنياهو ذريعة وجود تهديدين نووي وصاروخي من قبل إيران. وفي الوقت نفسه، النظام الإيراني الذي كان يهمه الحفاظ على تماسكه بعد الضربات الإسرائيلية، التي قضت على كبار القادة في الحرس الثوري والجيش والاستخبارات إلى جانب أكثر من 15 عالماً نووياً، يستطيع القول إنه احتوى الصدمة الأولى، ويحتاج الآن إلى فترة يتنفس فيها الصعداء ويعمل على إعادة ترميم قدراته.
أية أوراق تفاوضية لا تزال في حوزة طهران؟ قبل كل شيء تملك إيران المعرفة النووية، وطالما أنها تؤكد أن 400 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب بنسبة 60 في المئة قد سحبت من فوردو قبل تعرض المنشأة للضربة الأميركية، ومع امتلاك المعرفة النووية، فإنها لا تزال قادرة على المساومة. علماً أن ترامب أكد أن التقارير التي تتحدث عن إخراج إيران لليورانيوم المخصب من فوردو، عارية عن الصحة. بينما تقول الوكالة الدولية للطاقة الذرية أنها لا تعرف مكان الكمية التي يجري الحديث عنها، والتي يقال إنها كافية لصنع 10 قنابل نووية.
ومع ذلك، لا يمكن النظام في إيران أن يبقى متجاهلاً وقائع فرضتها الحرب. وإلى أي مدى هو مستعد للتأقلم مع شرق أوسط يقوم الآن على أنقاض الكوارث التي خلفتها الحروب الإسرائيلية، التي بدأت في غزة قبل 21 شهراً واستكملت في لبنان وبخسارة سوريا وسيطرة حالة من عدم اليقين على العراق واليمن.
بإمكان ترامب أن يتباهى الآن بفرض الهدوء بين إيران وإسرائيل، على غرار ما فعل بين الهند وباكستان، أو في جهوده المبذولة في أوكرانيا… متى يحين موعد غزة؟
اترك ردك