ويوم أمس الخميس، أعلن الأمين العام لـ”حزب الله” الشيخ نعيم قاسم في خطاب مُتلفز أنَّ “الحزب” لن يقف على الحياد في ظل الحرب الإسرائيلية – الإيرانية، وهو الكلام الذي جرى فهمه بأن الحزب قد يشارك في المعركة من دون تحديد كيفية الأمر.
وأضاف: “علاوة على ذلك، ضعفت قبضة حزب الله على الدولة اللبنانية سياسيًا. فقد أدى انتخاب قائد الجيش جوزيف عون، رئيساً للجمهورية، وتشكيل حكومة رئيس الوزراء نواف سلام، إلى تغيير ميزان القوى ضد الحزب. أصبح نزع السلاح الآن أولوية وطنية عليا. وتماشياً مع اتفاق وقف إطلاق النار المبرم في تشرين الثاني 2024 بين إسرائيل ولبنان، أفادت التقارير أن الجيش اللبناني فكك أكثر من 90% من البنية التحتية العسكرية لحزب الله في المناطق الواقعة جنوب نهر الليطاني”.
وتابع: “مع ذلك، وبغض النظر عن إيران، فإن الوضع الراهن غير قابل للاستمرار. فعلى الرغم من وقف إطلاق النار في تشرين الثاني، واصلت إسرائيل غاراتها الجوية وهجماتها بالطائرات المسيرة، مستهدفةً أعضاء حزب الله ومدمرةً مبانٍ سكنية يُزعم أن الحزب يستخدمها. لقد أثرت هذه الهجمات على قدرة حزب الله على إعادة تنظيم صفوفه، وفي الوقت نفسه غذّت المطالب المحلية والدولية بنزع سلاحه بالكامل. وهكذا، تحوّل وقف إطلاق النار إلى أداة ضغط على حزب الله: عسكرياً وسياسياً واقتصادياً”.
وقال: “مما زاد الطين بلة، أن إسرائيل منعت المدنيين اللبنانيين النازحين من العودة إلى قراهم الحدودية، في الوقت الذي تسمح فيه لليهود الإسرائيليين المتدينين بالوصول إلى مواقع داخل لبنان يعتبرونها ذات أهمية دينية. وقد أثار هذا مخاوف من استراتيجية استيطانية تدريجية مشابهة لما قد يحدث في غزة. بالنسبة لحزب الله، الوضع مقلق للغاية. تُجادل بعض الأصوات داخل قاعدة دعم الحزب سراً لصالح استخدام قدراته الرادعة – ليس لإثارة حرب، بل لمنع إسرائيل من الاستيلاء على أراضٍ أخرى”.
وختم بالقول: “إذا كان الأمر كذلك، فإن تدخلاً عسكرياً أكثر صرامة مع إسرائيل، بهدف الانتقام من إيران، سيكون بالتأكيد أكثر تكلفة. لقد تخلت دول كثيرة عن مبادئ القانون الدولي والمساءلة، كما يتضح من أساليب العقاب الجماعي والتطهير العرقي والتجويع التي استخدمتها إسرائيل دون عقاب في غزة. وبالتالي، قد يرد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على أي عملية لحزب الله بسحق لبنان”.
المصدر:
ترجمة “لبنان 24”
اترك ردك