هل سيفتح “حزب الله” الحرب؟ هذا ما قاله تقريرٌ إسرائيليّ

نشرت صحيفة “معاريف” الإسرائيلية تقريراً جديداً تحدثت فيه عما قد تشهده جبهة لبنان مع إسرائيل إثر الهجوم الأميركي على إيران، فجر الأحد، والذي استهدف 3 منشآت نووية وهي نطنز، أصفهان وفوردو.

 

ويقولُ التقرير الذي ترجمهُ “لبنان24” إنَّ العقيد (احتياط) جاك نيريا، الباحث في مركز القدس للشؤون الخارجية والأمنية، قدّم صورة مقلقة عن الوضع على الجبهة اللبنانية – الإسرائيلية، مُحذراً من عواقب الصراع المُحتمل بين إسرائيل و “حزب الله”.

 

وفي حديثه عبر “معاريف”، قال نيريا إنَّ “الساحة اللبنانية تغلي، والحكومة اللبنانية قلقة من احتمال أن يجرّ حزب الله البلاد إلى حرب لن يكون لبنان قادراً على تحمّل كلفتها”.

 

وتابع زاعماً: “ينشأ هذا القلق في ظل انقسام المعسكر الشيعي في لبنان حول موقفه مما يحدث في إيران. فمن جهة، يُصرُّ رئيس مجلس النواب نبيه بري على رفض الحرب، بل ويُقدّرها بنسبة 200% بأنها لن تحدث. أما أمين عام حزب الله الشيخ نعيم قاسم، فقد عبّر عن نفسه قائلاً إنه سيفعل كل ما تطلبه منه طهران”.

 

وأشار نيريا إلى أنَّ “حزب الله لا يسكت عن الوضع، ويواصل الاستعداد بحماس لسيناريوهات مستقبلية”، وتابع: “وفقاً لوسائل إعلام لبنانية، يبدو أن حزب الله يواصل استعداداته، بما في ذلك إعداد بنك أهداف في حال طلبت طهران مشاركته في حرب ضد إسرائيل والولايات المتحدة. لم يحدث هذا بعد، ولكنه وارد. يوماً بعد يوم، يتزايد الضغط على قاسم من الجناح المتشدد في حزب الله بقيادة وفيق صفا”.

 

كذلك، ذكر نيريا أنَّ “المبادرات لنزع سلاح حزب الله اختفت تماماً من الخطاب اللبناني”، وأضاف: “تجدر الإشارة إلى أن كل الحديث في لبنان عن نزع سلاح حزب الله والمنظمات الفلسطينية، والذي كان من المفترض أن يبدأ في 15 حزيران ، أصبح طي النسيان وكأنه لم يحدث أبداً. حتى الضغوط الأميركية تفشل في إحداث تغيير جذري في الواقع على الأرض”.

 

وزعم نيريا أن “حزب الله لم يتراجع عن مواقعه في جنوب لبنان، بل رسّخ سيطرة مدنية – عسكرية على التجمعات الشيعية”، وتابع: “لم يُخلِ حزب الله فعليًا كل مواقعه في جنوب لبنان، بل نظّم قراه في ما يشبه فرق يقظة بلا زيّ عسكري تُسيطر على المنطقة. حتى في الضاحية الجنوبية لبيروت، يُثبت حزب الله أنه سيدها، ولا يدخلها شيء إلا بموافقته”.

 

وعند سؤاله عن تأثير الأحداث في إيران على “حزب الله”، أوضح نيريا قائلاً: “يدرك حزب الله تداعيات الحرب بين إسرائيل وإيران على مكانته في لبنان. لا شك أن مصير حزب الله، وكذلك مصير المنظمات الفلسطينية بقيادة حماس، مرتبط ارتباطاً وثيقاً بنتائج الحرب في إيران”.

 

ويؤكد نيريا على أهمية هذا الارتباط، وقال: “إن الهزيمة الإيرانية ستؤدي إلى هزيمة حزب الله، بل وحتى اختفائه كمنظمة عسكرية في لبنان. إن بقاء إيران سيعزز حتماً قوة حزب الله ومحور إيران”.

 

وفي الختام، يُلخّص نيريا المنطق الاستراتيجي الذي يدفع حزب الله نحو احتمالية التحرك، وقال: “لن يستطيع حزب الله تجاهل ما يحدث مع إيران. هذه الوحدة في المصير قد تدفعه في النهاية إلى التحرك ضد إسرائيل. يُفضّل قاسم هذا الخيار على عار عدم المشاركة في الحرب إلى جانب إيران”.

 

وبحسب قوله، فإنَّ “إسرائيل تدرك هذا الخطر أيضاً وتزيد من استعداداتها. ربما يكون هذا هو التقييم الذي أجراه الجيش الإسرائيلي مع قوات إضافية على الجبهة الشمالية استعداداً لإمكانية تجدد إطلاق النار على هذه الجبهة”.

 

المصدر:
ترجمة “لبنان 24”