فهل هذا ممكن فعلاً وفق وجهة نظر خبراء الاقتصاد؟
في السياق، اعتبرت الباحثة والمحللة الاقتصادية لانا بادفان أن “حذف الأصفار من العملة السورية يُمثل خطوة استراتيجية تتجاوز مجرد تبسيط الأرقام في ظل الظروف السياسية والاقتصادية الحالية”. وقالت لـ “العربية” إن “الدول القليلة التي تمتلك القدرة على طباعة العملات بشكل موثوق تشمل روسيا وألمانيا والولايات المتحدة، وهذه الدول تتمتع بتكنولوجيا متطورة ومعايير أمان عالية، مما يقلل من خطر التزييف”.
كذلك رأت أن “حذف الأصفار قد يسهل المعاملات اليومية للأفراد والأعمال، حيث يمكن أن يُبسط التعامل بالأرقام، مما يحسن من كفاءة النظام المالي بشكل عام”.
ورغم تفاؤل خبراء اقتصاد سوريين بهذه الخطوات المرتقبة التي أعلن عنها حصرية، لكن خبراء آخرين أبدوا شيئاً من التشاؤم بشأن إزالة الصفرين. فقد قال الأكاديمي والخبير الاقتصادي السوري عمار يوسف: “من حيث المبدأ، ليست هناك أية فائدة من موضوع حذف الأصفار، فعلى العكس تماماً هذه العملية تحمل المزيد من التعقيدات”.
وأضاف
وبحسب الأكاديمي السوري، فإن السبب الرئيسي لإزالة الأصفار قد يكون “إزالة رموز النظام البائد من العملة ومنع تداولها خاصة فئة الألف ليرة القديمة والألفين ليرة الجديدة”.
كما أردف يوسف قائلا إن “هذه الخطوة لا تعكس أي مؤشر اقتصادي، فقد قامت تركيا مثلاً بإزالة 6 أصفار وفنزويلا أزالت 18 صفراً على مدى سنوات والبرازيل أزالت 12 صفراً إلخ، وفي هذه الدول كانت إزالة الأصفار ضرورة لكبر المبالغ المتداولة فيها، لكن في سوريا فالعملة القديمة متداولة وكذلك الجديدة”.
كما رأى أنه “لو قام المصرف المركزي السوري بطباعة العملة وبقيت الليرة بذات القيمة القديمة أمام العملات الأجنبية إلى حين التحسّن الاقتصادي أو حدوث طفرة اقتصادية، كان ممكناً أن تعيد الليرة قيمتها الفعلية، لكن إزالة الأصفار في هذا التوقيت، فهو أمر غير مجدٍ”، وفق تعبيره.
وكانت الليرة السورية فقدت قوتها الشرائية ووصلت إلى مستويات لم يسبق لها مثيل في أعقاب صراع استمر 14 عاما وانتهى بالإطاحة بالرئيس بشار الأسد في ديسمبر الاماضي. بينما تعهدت السلطات الجديدة بإعادة إعمار البلاد، وتقوية الاقتصاد وضبط الأوضاع الأمنية وتشجيع الاستثمارات الأجنبية.
اترك ردك