وأوضح أنَّ “الضربة التي تلقّاها الحزب أفسحت المجال للبنان للتحرر من قبضته الخانقة، ومن حالة الشلل التي فرضها”، وأضاف: “الرئيس اللبناني جوزاف عون والحكومة التي ألّفها برئاسة نواف سلام، يعكسان رغبة الأغلبية الساحقة من اللبنانيين في المضي نحو مسار جديد من إعادة البناء وإعمار الدولة – بدلاً من الصراع العقيم مع إسرائيل بالوكالة، خدمةً لإيران. ولتحقيق ذلك، يجب نزع سلاح حزب الله. يدركون في لبنان أن الانطلاقة الجديدة لم تكن لتتحقق لولا الضربات التي وجّهتها إسرائيل إلى الحزب”.
وأضاف: “لكن بعد هذا كله، يجب قول الحقيقة.. لا يمكن الاعتماد على اللبنانيين، ليس لأنهم لا يريدون نزع سلاح الحزب، بل لأنهم يفتقرون إلى القوة الكافية وحتى إلى الإرادة السياسية لفعل ذلك. علاوةً على ذلك، فإن حزب الله ليس مجرد قوة عسكرية يكفي القضاء على قيادته وتدمير قدراته العسكرية لإنهائه، إنه أيضاً قوة سياسية واجتماعية تمثل أبناء الطائفة الشيعية – وهي الطائفة الأكبر في لبنان وتشكل نحو ثلث سكانه، وهؤلاء ما زالوا يدعمون الحزب، ليس بالضرورة لأنهم يتبنّون أيديولوجيته، بل لأنهم يرونه – في ظل غياب أي بديل آخر – مَن يناضل من أجلهم، ويضمن مكانتهم في الدولة. وفي الوقت عينه، يواصل الحزب تشغيل شبكة من خدمات التعليم والصحة والرعاية الاجتماعية التي تحافظ على سيطرته على أبناء الطائفة”.
وأضاف: “إسرائيل رحبت بالقرار الذي اتخذته الحكومة اللبنانية، ووعدت بأن كل خطوة لبنانية ستقابَل بخطوة إسرائيلية، ومعنى ذلك أنه ما لم يبدأ الجيش اللبناني فعلياً بنزع سلاح الحزب، فعلى اللبنانيين أن ينسوا انسحاب إسرائيل من النقاط على طول الحدود، والضرورية لتأمين بلدات الجليل الأعلى، وطبعاً، عليهم أن ينسوا وقف الهجمات الإسرائيلية على أهداف حزب الله في أنحاء لبنان، والتي تهدف إلى منع الحزب من إعادة بناء قوته”، على زعمه.
وختم: “إسرائيل أنهت الحرب في لبنان في تشرين الثاني الماضي قبل أوانها، وحتى الآن، تعمل ضد حزب الله بشكل معتدل. ومع ذلك، لا يمكن تجاهُل الإنجازات التي حققناها في الحرب. والمهمة الآن هي الحفاظ عليها، ولهذا، يجب على إسرائيل عدم رفع قدمها عن دواسة البنزين، وإلّا سنجد أنفسنا من جديد أمام واقع ما قبل 7 تشرين الأول على حدودنا الشمالية”.
اترك ردك