وقال: “الحياة الرهبانية هي شهادة يومية للحياة الأبدية، و”موت يومي” عن الذات لكي تعطي ثمارًا كثيرة ثمار المحبة، الغفران، السلام، والأخوّة التي يحتاج إليها عالمنا اليوم أكثر من أي وقت مضى ، فالرتبة الأباتية التي نحتفل بها اليوم هي مسؤولية كبرى، الأباتي هو وكيل الله في الجماعة، لا يسعى لمجده الشخصي، بل يضع كل طاقاته في خدمة الرهبان والكنيسة وشعب الله”.
وأردف: “سمعان وكليم، اللذان نالا هذه النعمة، هما صاحبا استعداد عميق لخدمة الرب ، وقد عرفتُهما عن قرب، وأعرف محبتهما وأمانتهما، هذه الرتبة ليست امتيازًا بل دعوة إلى التواضع، الخدمة، المحبة، والالتزام بكلمة الله ، فيسوع سأل بطرس ثلاث مرات: “أتحبني؟” وأوصاه: “ارعَ حملاني، ارعَ نعاجي، ارعَ خرافي”. واليوم يوجّه يسوع السؤال نفسه للأباتيين الجديدين: “أتحباني أكثر من هؤلاء؟” والجواب لا يكون بالكلام بل بالعيش اليومي المملوء محبة وبذلاً. الحياة الرهبانية هي مسيرة تبعية ليسوع حتى الجلجلة، مرورًا بالصليب والقبر، وصولًا إلى القيامة والحياة الجديدة، لكي يؤمن العالم ، من هنا، رتبة الأباتية هي نعمة إلهية تُمنح لا لاعتبارات بشرية باطلة، بل للخدمة والتعليم وتمجيد الله”.
وختم: “أرفع الصلاة مع الأباتيين الجديدين، ومع الرهبان والكهنة، ومع هذا الجمع المبارك، كي يثبّتهما الرب بنعمته، ويمنحهما القوة ليواصلا رسالتهما بفرح وتواضع، في خدمة الكنيسة والرهبانية اللبنانية، بشفاعة العذراء مريم، مار شربل، قديسي الرهبانية، وقديسي لبنان فتكون حياتهما تسبيحًا وشكرًا ودعوةً حيّة إلى الإيمان والحياة الجديدة التي منحنا إيّاها الرب بقيامته له المجد الى الأبد”.
اترك ردك