عامٌ على اغتيال “السيد”.. ماذا قيلَ عن “حزب الله” بعد نصرالله؟


وتابع: “خلال الفترة الماضية، سعى حزب الله إلى إعادة التموضع داخلياً وخارجياً، مُتكئاً على مؤسسات أكثر تماسكاً في غياب شخصية مركزية كاريزمية، داخلياً، حيث انتقل القرار من الفرد إلى القيادة الجماعية. أما خارجياً، فوجد الحزب نفسه في مواجهة ميدانية مفتوحة مع إسرائيل منذ عملية طوفان الأقصى، حيث تحول الجنوب اللبناني إلى ساحة يومية للخروقات في اختبار متواصل لمعادلات الردع”.

وتابع: “على مدى عقود، امتلك نصرالله أدوات قلبت معادلات الصراع مع إسرائيل، حيث جمع بين الحرب النفسية والإعلامية وبين تطوير القدرات العسكرية والاستخبارية، مما رسّخ ما عُرف بتوازن الرعب. هذا التوازن استمر بعد اغتياله لكنه دخل مرحلة استنزاف حاد مع تزايد الخروقات على الحدود”.

وأكمل: “مع هذا، فقد ترك غياب نصرالله بصمة واضحة على بنية الحزب، فشخصيته الكاريزمية التي شكّلت قدرة استثنائية على الحشد والتعبئة لم تُعوّض بسهولة، مما فرض آليات أوسع للتوافق داخل القيادة وأسلوباً أكثر حذراً في القرار الميداني. أما إقليميا، فقد فتح غيابه تساؤلات عن موقع الحزب داخل محور المقاومة، ودوره في معادلات المنطقة المشتعلة. وبعيداً عن السياسة والعسكر، كرّس نصرالله صورة القائد الرمز، وجعله خطابه الذي جمع بين الصرامة والبساطة في نظر أنصاره أيقونة شعبية، وفي نظر خصومه خصماً لا يمكن تجاهله”.