ويقولُ التقرير الذي ترجمهُ “لبنان24” إنَّ “السلطات السورية أعلنت في وقتٍ سابقٍ من هذا الشهر تفكيك خلية مرتبطة بحزب الله، لكن الأخير نفى أيّ وجود له في سوريا”، وأضاف: “إذا كانت هذه الاتهامات صحيحة، فإن اعتقالات 11 أيلول تثير سؤالاً ملحاً: لماذا يسعى حزب الله، الذي لا يزال يعاني من الجروح الناجمة عن القصف الإسرائيلي الذي تعرض له في عام 2024، إلى الحفاظ على موطئ قدم في سوريا الآن بعد إبعاد حلفائه من النظام القديم عن السلطة؟”.
في إطار الإجابة على هذا السؤال، ينقلُ التقرير عن فادي نيكولاس نصّار، وهو زميل بارز في معهد الشرق الأوسط في واشنطن قوله إنَّ “طهران ربما تنظر إلى استمرار نشاط حزب الله على أنه جزء من استراتيجية إيران لإنقاذ ما تبقى من بنيتها التحتية الأمنية الإقليمية بعد النكسات الزلزالية التي عانت منها في بلاد الشام مع إضعاف حزب الله في لبنان وسقوط نظام بشار الأسد في سوريا”.
يلفت نصار إلى أنه “في الوقت الحالي، لا تزال طهران تعتمد على حزب الله لتعطيل التقدم في بلاد الشام واستغلال الفرص المفسدة عندما تظهر”.
يقول التقرير إنه “في سوريا، تُقدّم دول الخليج دعماً سياسياً واقتصادياً وتقنياً كبيراً لضمان قيام دولة فاعلة من رماد سنوات الحرب”، مشيراً إلى أنَّ “نفوذ إيران يكمنُ في التهديد بعرقلة هذا التقدم، وفي انتظار تحريف أي تحول في المشهد السوري لصالحها”، وأضاف: “نظراً لضعف حزب الله والتحديات الأكثر إلحاحاً التي تواجه وجوده في لبنان، فإن قوة شهيته للتدخل بشكل هادف في سوريا تظل موضع نقاش”.
بدوره، قال سام هيلر، وهو زميل مقيم في بيروت في مؤسسة القرن البحثية الأميركية، إن “الجماعة تضررت بشدة من سقوط حكومة الأسد في سوريا، والذي جاء بالتزامن مع التصعيد العسكري الإسرائيلي الذي استهدف الجماعة داخل لبنان”.
وتابع هيلر: “إن خسارة العمق الاستراتيجي وخطوط الإمداد عبر سوريا لها أهمية خاصة الآن، حيث يسعى حزب الله إلى إعادة بناء وإعادة تكوين بعض قدراته”.
ويرى المراقبون أن توقيت الاعتقالات له أهمية كبيرة، إذ جاءت قبل أيام قليلة من زيارة الرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع إلى نيويورك لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وفي السياق، قال جوشوا لانديس، مدير مركز دراسات الشرق الأوسط بجامعة أوكلاهوما: “نحن لا نعرف الكثير عن الحقائق، والكثير من هذه القصة لا يزال مجرد تكهنات”.
وأضاف لانديس أن “إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تولي أهمية كبيرة لاستعداد الشرع للعمل مع إسرائيل بشأن الأمن على طول حدودهما المشتركة”.
التقرير يلفت إلى أن “حزب الله ما زال يُعيد بناء نفسه ولا ينوي حالياً الانخراط في عمليات عسكرية – سواء ضد سوريا أو إسرائيل – إلا إذا واجه هجوماً من أي من الجانبين أو كليهما، وهو ما قد يشكل تهديداً وجودياً له”، وأضاف: “ينبع هذا الضبط جزئياً من الخسائر التي تكبدها حزب الله خلال حرب إسرائيل عليه. كان هذا التدمير بمثابة ضربة استراتيجية هائلة لإيران، التي أصبحت أكثر عرضة للضربات الإسرائيلية والأميركية ضد منشآتها النووية. كذلك، من المرجح أيضاً أن ضعف حزب الله لعب دوراً في الانهيار السريع لنظام الأسد، في حين أنّ ضعف إيران داخل لبنان جعل مستقبلها موضع شك”.
وفق لانديس، “تُعدّ حدود سوريا مع إسرائيل أرضًا خصبة لإيران للصيد في المياه العكرة”، وأضاف: “إن أحداث السويداء قبل أشهر قليلة وقصف إسرائيل للقواعد العسكرية السورية، وجهود الرئيس السوري أحمد الشرع لاسترضاء إسرائيل، تجعل سوريا مهيأة للاضطراب”، على حد تعبيره.
اترك ردك