أضاف: “نأسف لأن هناك خلافات داخلية في لبنان، فبينما يؤمن البعض بمسيرة الشهداء والمقاومة، هناك من لا يؤمن بها، وهذا الأمر أثّر بشكل كبير على تركيبة الدولة وكيانها، وعلى المؤسسات والحكومة وانتخابات الرئاسة والنيابة. كلٌّ يفكّر على هواه ويبحث عن مصلحته، فابتعد الشعب اللبناني عن أن تكون له قضية واحدة لمواجهة العدو الاسرائيلي”.
تابع: “من هنا انطلقت سياسة الرئيس نبيه بري، لنكون حريصين كل الحرص على وحدة لبنان وتماسكه، رغم كل ما نسمعه من مواقف لا تعبّر عن قناعتنا، وأحياناً تصدر من بعض المسؤولين فقط لكسب رضا الغرب، من دون البحث عن الاستقرار الداخلي. نحن نريد لغة الحوار لأنها التي تجمع، ونريد لوطننا أن تكون له مؤسسات قائمة على أسس ثابتة، ولكن علينا أن نتفق على قضية واحدة نواجه من خلالها العدو”.
أضاف:”من يبحث في لبنان عن الوحدة الوطنية الداخلية هو مستعد لمواجهة العدو، ويترجم مواقفه السياسية كمواقف تحدٍّ في وجه العدو. نحن نريد وحدة لبنان، وكل من يسعى لبناء هذه الوحدة هو مقاوم في سبيل الأرض والوطن. علينا أن نحافظ على الألفة والتواصل في الداخل، رغم كثرة الآراء والاعتراضات، منها على سلاح المقاومة ومنها على المقاومين”.
وقال: “لم نسمع من بعض شركائنا في الوطن أي استنكار أو اعتراض على تلك الغارات التي دمّرت منشآت وقتلت مدنيين. لم يجتمع مجلس الوزراء، ولم تتخذ الحكومة موقفًا موحدًا، ولم تتقدم حتى بشكوى إلى مجلس الأمن الدولي إلى اليوم، رغم أن الشكاوى السابقة كثيرة، وإن كانت شكلية لتسجيل موقف سياسي أمام محافل نعلم تمامًا أنها داعمة للعدو الاسرائيلي”.
وأكد أن “على الدولة أن تعبّر عن وجودها من خلال حماية أهلها واستنكار الغارات التي تطالهم، لكن الخلافات الداخلية واللغة الطائفية والمذهبية جعلت البعض يكترث، والبعض الآخر يستشهد، وآخرين لا يهتمون أبداً. وهذا ما يحزن، أن يكون اللبنانيون بلا قضية ورسالة واحدة”.
وشدد على أن “من لا يعترض على العدوان الاسرائيلي هو مسؤول بطريقة أو بأخرى عن انتقاص سيادة الدولة، وعليه أن يدعم جيشها ويقف إلى جانب أهلها. نحن لا نقول لهم كونوا مقاومين، بل كونوا وطنيين لا ترضون بالاعتداء على بلدكم، أما المواقف المترددة فليست إلا ضعفاً”.
ولفت الى انه “ورغم الاختلاف، نرى اليوم من يسعى لتغيير قانون الانتخابات النيابية، علماً أنه قائم ومقر، وقد أُجريت الاستحقاقات السابقة على أساسه. البعض يريد استعطاف الرأي العام اللبناني بالقول إنهم يسعون ليكون المغترب ممثلاً ومقترعًا، ونحن لسنا ضد اقتراع المغتربين، بل مع ممارسة حقهم ضمن القانون النافذ”.
ختم: “للأسف، نوايا البعض تغيير الواقع اللبناني والسيطرة على الحكومة ومجلس النواب لأداء دور سياسي لا ينسجم مع واقعنا وثقافتنا ومقاومتنا. لذلك أقول إن الاستحقاق القادم هو فعل مقاومة بحد ذاته، وعلينا جميعاً أن نكون حاضرين لخوضه، لأنه مفصلي في تاريخ لبنان”.
اترك ردك