هل حان الوقت لقيام دولة فلسطينية مستقلة؟تقرير لـ”The Telegraph”يُجيب

ذكرت صحيفة “The Telegraph” البريطانية أنه “عندما أعلنت النرويج وأيرلندا واسبانيا اعتزامها الاعتراف بالدولة الفلسطينية، كانت بلا شك تعتقد أنها تتصرف بما يخدم مصلحة الشعب الفلسطيني. وكما لاحظ رئيس الوزراء الإيرلندي سيمون هاريس عندما شرح ما وصفه بالقرار “المهم والتاريخي”، كانت رغبته هي إرسال “رسالة أمل للشعب الفلسطيني مفادها أن أيرلندا تحترم تطلعاته للعيش بحرية والتحكم في شؤونه”. من جانبه، أعلن رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز أن هذه الخطوة “مطلب أساسي إذا أردنا تحقيق السلام”، في حين قال وزير الخارجية النرويجي إسبن بارث إيدي إنه “يوم خاص للعلاقات النرويجية الفلسطينية”.

وبحسب الصحيفة، “من خلال الاعتراف رسمياً بالدولة الفلسطينية، وهو الأمر الذي استغرق أشهراً من المفاوضات وراء الكواليس،تعتقد هذه الدول الثلاث أنها ستساعد في توليد زخم دبلوماسي نحو تنفيذ وقف إطلاق النار في صراع غزة المستمر منذ سبعة أشهر، فضلاً عن تأمين إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين الذين ما زالوا محتجزين لدى حماس. إن الكيفية التي يعتزمون بها تحقيق هذا الهدف على وجه التحديد هي نقطة خلافية، لأن التأثير الأبرز لإعلانهم المشترك حتى الآن كان زيادة تنفير إسرائيل، التي سحبت سفرائها من الدول الثلاث احتجاجًا”.
وتابعت الصحيفة، “من وجهة نظر الإسرائيليين فإن الاعتراف بفلسطين، في الوقت الذي يخوضون فيه صراعاً مريراً مع حماس، المسؤولة عن تنفيذ هجمات السابع من تشرين الأول، يكافئ ببساطة الجماعة الفلسطينية. في كثير من النواحي، لا تعد هذه الخطوة أكثر من مجرد لفتة رمزية، لأنه في حين تعترف العديد من الدول بمبدأ الدولة الفلسطينية، هناك أيضاً قبول بأن إنشاء دولة فلسطينية مستقلة وكاملة الوظائف لن يتحقق إلا بعد انعقاد محادثات سلام شاملة لحل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الذي طال أمده. ولهذا السبب تقول الحكومتان الأميركية والبريطانية، رغم تعاطفهما مع التطلعات الفلسطينية، إنهما ستؤجلان الاعتراف بالدولة الفلسطينية إلى أن يتم الاتفاق على حل سياسي طويل الأمد للصراع في الشرق الأوسط”.
وأضافت الصحيفة، “هذا أمر منطقي، خاصة وأنه ما دامت حماس قوة مهيمنة على السياسة الفلسطينية، فإن احتمالات قدرة الشعب الفلسطيني على تشكيل حكومة قادرة على حشد الدعم الدولي ضئيلة. وحتى الدول ذات النوايا الحسنة، مثل النرويج وأيرلندا واسبانيا، قد ترفض احتمال الاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة ينتهي بها الأمر إلى أن يديرها زعماء حماس. وقد يرغبون أيضًا في النظر في دوافع الدول الأخرى التي اعترفت بدولة فلسطين، وعلى رأسها جنوب أفريقيا”.
وتابعت الصحيفة، “بالعودة إلى التسعينيات، عندما أصبح زعيم حزب المؤتمر الوطني الأفريقي نيلسون مانديلا أول زعيم أسود منتخب ديمقراطيا في جنوب أفريقيا، كان زعماء العالم مجمعين تقريبا على دعم رؤيته الرائعة لإنشاء “أمة قوس قزح”. وكان هدفه الرئيسي هو تطوير ديمقراطية متعددة الأعراق بعد الاضطهاد الذي عانى منه أغلبية السكان السود خلال عقود من حكم الفصل العنصري. ولكن الرغبة العارمة والمشرفة في دعم التغيير في جنوب أفريقيا أعمت العديد من الزعماء الغربيين عن فساد حزب المؤتمر الوطني الأفريقي، وكانت النتيجة أن أشرفت الحركة في وقت لاحق على تدمير هذه الأمة التي كانت مزدهرة ذات يوم”.
وبحسب الصحيفة، “يتعين على المجتمع الدولي أن يكون صادقاً في التعامل مع التحديات الكامنة في تحقيق الفلسطينيين لدولتهم، وخاصة الحاجة إلى ضمان وضع الضمانات المناسبة للتأكد من أن فلسطين المستقلة هي فلسطين قابلة للحياة. ومن المؤكد أن مثل هذه النتيجة تظل غير محتملة ما دامت حماس تظل منافساً جدياً لإدارة دولة فلسطينية مستقلة. كما ويتعين على زعماء العالم ذوي النوايا الطيبة، الذين يريدون تحقيق هدفهم المتمثل في إقامة الدولة الفلسطينية، أن يتأكدوا أولاً من أن الشعب الفلسطيني لم يعد مضطهداً بسبب المخططات الخبيثة التي ينفذها مقاتلو حماس”.