تقرير لـ”The Telegraph” : محاولات بوتين الأخيرة تُظهر مدى يأسه

ذكرت صحيفة “The Telegraph” البريطانية أنه “على الرغم من الانزعاج الذي يشعر به البعض في وسائل الإعلام الغربية، فإن العالم ليس في وضع مشابه لأزمة الصواريخ الكوبية وذلك بعد أن نشرت روسيا سفينتين حربيتين وسفينتين للدعم البحري في هافانا.من المؤكد أن الغواصة كازان التي تعمل بالطاقة النووية هي واحدة من أقوى السفن في أسطول موسكو، لكنها في الواقع لا يجب أن تُثير أي نوع من القلق. إن هذا النشر هو مجرد بيان سياسي، وليس تهديدًا عسكريًا حقيقيًا”.

وبحسب الصحيفة، “تهدف هذه الخطوة إلى تعزيز العلاقات مع كوبا في وقت يحتاج فيه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى كل الحلفاء الذين يمكنه الحصول عليهم، حتى ولو كانت مجموعة صغيرة من دول الكاريبي، كما وأنه استعراض للقوة يهدف إلى إظهار قدرة روسيا على إبراز القوة البحرية في كل أنحاء العالم.ولكن بما أن نصف الأسطول يتكون من ناقلة وقود وقاطرة إنقاذ، فإن الأمر ليس مثيرًا للإعجاب. وبقدر ما يأمل بوتين في إحياء “أيام مجد” الحرب الباردة، فإن هذا مجرد خطوة لهذا النوع من القوة التي كان الاتحاد السوفييتي قادراً على توليدها في ذروته”.
وتابعت الصحيفة، “اليوم، لا تستطيع روسيا أن تأمل في تحدي البحرية الأميركية في أي مكان في العالم، وعلى الأقل قبالة ساحلها الشرقي. ولا يجب أن ننسى، أنه حتى في مياهها الداخلية، تعرض أسطول البحر الأسود لضربات من قبل دولة ليس لديها قوة بحرية.وباستخدام مزيج من الصواريخ الغربية والصواريخ المحلية الصنع، بالإضافة إلى القوارب من دون طيار المحملة بالمتفجرات، تزعم أوكرانيا أنها ألحقت أضرارًا جسيمة أو أغرقت ثلث الأسطول.ومع ذلك، ليس هناك شك في النية وراء هذا النشر. ومن المقرر أن يتبع الزيارة إلى هافانا مناورة جوية وبحرية متعددة الجنسيات واسعة النطاق في منطقة البحر الكاريبي، وهي الأولى التي تنظمها روسيا منذ خمس سنوات”.
وأضافت الصحيفة، “حتى الآن لم يصدر الكرملين أكثر من تهديدات غاضبة رداً على العديد من الخطوط الحمراء التي تجاوزها أنصار أوكرانيا في الغرب. ولكن الآن، وللمرة الأولى، سمحت أميركا بإطلاق صواريخ بعيدة المدى زودتها بها الولايات المتحدة على أهداف داخل الأراضي الروسية، ويبدو أن الدفعة الأولى من الطائرات المقاتلة من طراز إف-16 بقيادة أوكرانية قد تحلق في السماء في غضون أسابيع. ويبدو أن السفن الروسية عبارة عن عرض يهدف إلى إثارة خصوم بوتين الغربيين وتقويض عزيمتهم.ويبدو أن الأميركيين بذلوا قصارى جهدهم في تجاهلها وتفسيرها”.
وبحسب الصحيفة، “حتى لا يقترح أحد أن ظهور السفن الحربية الروسية على بعد 90 ميلاً من الشواطئ الأميركية قد يكون بأي شكل من الأشكال انعكاسًا لضعف الرئيس الأميركي جو بايدن، بذل المتحدث باسم البنتاغون قصارى جهده لتذكيرنا بأن “هذه زيارات بحرية روتينية شهدناها في ظل إدارات مختلفة”. وعلى الرغم من هذه الكلمات الهادئة، فقد أثار هذا الحدث بالفعل درجة من الخوف في الولايات المتحدة، مع مقارنات في غير محلها مع أزمة الصواريخ الكوبية عام 1962، والقلق بشأن صواريخ زيركون التي تفوق سرعتها سرعة الصوت والتي يفترض أنها لا يمكن هزيمتها. ومثل هذا التخوف مضلل بالأساس”.
ورأت الصحيفة أن “محاولة روسيا استعراض القوة هي في الحقيقة دليل على ضعف بوتين. فهو لم يتمكن من منع الغرب من تجاوز خطوطه الحمراء مراراً وتكراراً. وتُظهِر أساليب التخويف الفاشلة هذه مدى قلة الأوراق المتبقية له للعب. تشير كل الدلائل إلى أن بوتين يريد الآن أن يرى نهاية للحرب التي بدأها، خاصة في حالة فوز دونالد ترامب بالرئاسة في كانون الثاني”.
وختمت الصحيفة، “يبقى أمل بوتين هو أن يحاول بايدن الضغط على كييف للموافقة على وقف إطلاق النار في الوقت المناسب قبل الانتخابات الأميركية، مما يسمح للرئيس الأميركي بالظهور كصانع سلام على الرغم من أن ذلك سيكون بشروط بوتين”.