يمتزج فيه ذكاء زوكربيرغ مع عادات دورسي.. من هو مؤسس تطبيق تيليغرام؟

وصفته “سي إن إن” بأنه رجل يمتزج فيه ذكاء مارك زوكربيرغ مع عادات جاك دورسي الغريبة ونزعة إيلون ماسك التحررية، إلى جانب شغفه الغريب بإنجاب الأطفال.

هذا هو بافيل دوروف، مؤسس تطبيق تيليغرام، الذي أصبح حديث الساعة مؤخرًا بعد توقيفه في باريس على خلفية اتهامات تتعلق بالسماح بأنشطة إجرامية عبر منصته.

ولد بافيل دوروف في سانت بطرسبرغ، روسيا، عام 1984.

 

بعد انهيار الاتحاد السوفييتي، انتقلت عائلته إلى إيطاليا ثم عادت إلى روسيا حيث حصل والده على وظيفة في جامعة سانت بطرسبرغ.

قال دوروف في مقابلة سابقة إنه وشقيقه الأكبر نيكولاي كانا مهتمين بالبرمجة منذ سن مبكرة، حيث تعلما البرمجة على جهاز كمبيوتر IBM PC XT الذي جلباه من إيطاليا إلى روسيا.

تخرج دوروف من جامعة سانت بطرسبرغ الحكومية عام 2006 وأسّس مع شقيقه نيكولاي شبكة التواصل الاجتماعي “فكونتاكتي”، التي عُرفت لاحقًا بـ “فيسبوك روسيا”.

ومع تزايد التوترات مع الكرملين، خاصة بعد رفضه طلبات لتسليم بيانات مستخدمي الموقع خلال الاحتجاجات في أوكرانيا، استقال دوروف من الشركة عام 2014 وغادر روسيا.

بعد مغادرته روسيا، أسس دوروف تيليغرام، وهو تطبيق للمراسلة المشفرة الذي أصبح وجهة مفضلة لمئات الملايين من المستخدمين حول العالم.

وقد اشتهر تيليغرام بكونه منصة آمنة للغاية، لكنه جذب أيضًا انتباه الجماعات الإرهابية والمتطرفين بسبب عدم فرض رقابة صارمة على المحتوى.

في عام 2018، فرضت روسيا حظرًا على تيليغرام بسبب رفضه تزويد أجهزة الأمن الروسية بمفاتيح فك التشفير، لكن الحظر رفع في 2020، ليصبح التطبيق أحد منصات التواصل الاجتماعي القليلة التي تعمل في روسيا دون قيود.

ومع ذلك، لا يزال هناك تساؤلات حول مدى استقلالية التطبيق في روسيا.

وتجدد الجدل حول دوروف بعد توقيفه في باريس بتهم تتعلق بالسماح بأنشطة إجرامية على تيليغرام، بما في ذلك استغلال الأطفال في المواد الإباحية والاتجار بالمخدرات.

وقد تم تمديد توقيفه إلى الأربعاء لمزيد من التحقيقات، حيث تتعلق الأفعال المشتبه بها بالجريمة المنظمة.

أشار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى أن فرنسا متمسكة بحرية التعبير والابتكار، مؤكداً التزام بلاده بالحقوق الأساسية رغم هذه القضية.

بجانب عمله، يثير دوروف اهتمامًا أيضًا بسبب حياته الشخصية غير التقليدية.

وهو غير متزوج ولديه خمسة أطفال من صديقتين سابقتين، وقد كشف مؤخرًا عن تبرعه بالحيوانات المنوية لإنجاب أكثر من 100 طفل في 12 دولة على مدار 15 عامًا.

حاليًا، يمتلك دوروف جنسيات متعددة تشمل روسيا، الإمارات، فرنسا، وجزر سانت كيتس ونيفيس. ويقيم في دبي حيث أسس مقر تيليغرام الجديد.

في ظل التحديات القانونية التي يواجهها، يبقى دوروف شخصية محورية في عالم التكنولوجيا، تجمع بين العبقرية والجدل، مما يجعله واحدًا من أبرز رواد الأعمال في عصرنا الحديث.