إيران لا تستعجل وقف المواجهة

كتب عماد مرمل في” الجمهورية: الأهم الآن في حسابات إيران هو ان تستمر في التحكّم بمسار المواجهة مع تل أبيب وضبطه على إيقاعها قدر الإمكان، وصولاً إلى دمغ مشهد الخاتمة بختمها.

وكان المسؤولون الإيرانيون قد أكّدوا بعد الضربة الأولى انّه إذا كانت إسرائيل قد بدأت الحرب فإنّ طهران هي التي ستكتب نهاية القصة، وهذا ما يمكن أن يفسّر «الأعصاب الهادئة » التي تتحلّى بها القيادة الإيرانية في التعامل مع تحدّيات الحرب. ومن بين هذه التحدّيات، الدخول الأميركي على خط المواجهة العسكرية.

وإلى حين اتضاح نمط التعاطي الأميركي مع الردّ الإيراني، فإنّ الأكيد هو انّ طهران ليست مستعجلة لوقف إطلاق النار كيفما اتفق مع تل أبيب، خصوصاً بعدما وقع المحظور وحصل ما حصل من استشهاد الشخصيات العسكرية الكبيرة واستهداف للمنشآت النووية، بحيث لم يعد هناك ما يمكن أن تخشاه.

وبهذا المعنى، باتت إيران ميالة إلى إغراق الكيان الإسرائيلي في مستنقع حرباستنزاف طويلة تنهك حكومته ومجتمعه، وتُفقده القدرة على التحكّم بمصيرالمواجهة، وتستهلك الإنجازات التي حققها في بداية الحرب، وتحرمه من صورةالنصر الواضح.

ولعلّ إيران تشعر أنّ استمرار الحرب حتى إشعار آخر هو أفضل كثيراً وأقل كلفة من الذهاب إلى طاولة تفاوض غير متوازنة لتوقيع صك استسلام كما يريد ترامب، خصوصاً انّ المفاوضات في الظروف الراهنة لم تعد لها اصلاً أي قيمة حقيقية.