وباستخدام نماذج ثلاثية الأبعاد وتحليل العناصر المحدودة (FEM)، أعاد الفريق دراسة عظام فك محفوظة من تشكيل غوغو الشهير، وهو شعاب مرجانية استوائية تعود للعصر الديفوني المتأخر، المعروف بـ”عصر الأسماك”. وأظهرت النماذج أن بعض الفكين النحيفين كانوا أكثر قدرة على تحمل الإجهاد من نظيراتهم الأكبر حجمًا، ما يطعن في الفرضيات التقليدية التي كانت تعتمد على الشكل والحجم فقط.
وأشارت النتائج إلى أن أنواعًا مثل بيلارهينخوس امتلكت فكوكًا قوية لتكسير القواقع، بينما كانت أنواع أخرى مثل غريفوغناثوس مزودة بفك يشبه منقار البط يُحتمل أنه استُخدم لغربلة الرواسب، في حين أظهر نوع رينوديبتيروس قدرة مفاجئة على مقاومة الإجهاد رغم نحافة فكه.
تقول الباحثة أليس كليمنت: “نحن نفكك ببطء تفاصيل كيف تحولت هذه الكائنات من حياة مائية إلى رباعيات أرجل تمشي على الأرض”، مضيفة أن فهم أسلوب تغذية هذه الأسماك يساهم في فك شيفرة مرحلة مفصلية من تاريخ الحياة على الأرض.
ويأمل الفريق أن تساعد تقنيات التصوير والنمذجة المتطورة في إعادة تقييم أحافير أخرى، مما قد يُعزز فهمنا لكيفية تكيف الحيوانات الأولى التي خرجت من الماء مع البيئات البرية، وتمهيد الطريق أمام تطور البرمائيات والزواحف والثدييات لاحقًا.
بهذا، لا تُعد هذه الأحافير مجرد بقايا متحجرة، بل مفاتيح لفهم لحظة فارقة في التاريخ التطوري للحياة. (cosmos magazine)
اترك ردك