وفي تقرير نشرته صحيفة “إسرائيل هيوم”، قال زيسر أنَّ “خطة فك الارتباط من غزة في آب 2005، وقبلها الانسحاب الأحادي الجانب من المنطقة الأمنية في جنوب لبنان في أيار 2000، شكلا نقطة تحول في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي، ووضع تل أبيب على المسار الذي أدى إلى الهجوم الدموي في السابع من تشرين الأول”.
وتابع: “يمكن الجدال حول المنطق الكامن وراء هذه الخطوات، التي تستند للاعتقاد الباطل بأن حماس وحزب الله مهتمان بالسلام، ولن يهاجمان إسرائيل بعد الانسحاب؛ لكن مما لا شك فيه أن طريقة تنفيذ الانسحابين من غزة ولبنان، على هيئة فرار دون اتفاق، وتحت نيران العدو، بعثت برسالة استسلام للعدو، والأسوأ من ذلك، أنها أقنعت أعداء تل أبيب بإمكانية كسر إرادتها، وسنكون أول من يتراجع تحت ضغط الهجمات المسلحة”.
وأكد أن “الاعتقاد بأن العرب ليس لديهم خيار سوى إحلال السلام مع الإسرائيليين تلقى ضربة موجعة عام 2000، عندما انسحبت إسرائيل من جنوب لبنان بعد فشلها في محاولات هزيمة حزب الله، وفرض اتفاقية سلام على لبنان، وبعد خمس سنوات، في آب 2005، رفعت إسرائيل الراية البيضاء مرة أخرى عندما انسحبت من قطاع غزة في مواجهة هجمات حماس المتواصلة”.
وأشار إلى أن “الهروب المذعور من لبنان، والانسحاب من غزة دون ضرب حماس، وضمان واقع أكثر راحة على حدودها في اليوم التالي، شكلا أساس خطة تدمير إسرائيل التي سعى الإيرانيون للترويج لها بمساعدة شركائهم في المنطقة، وجاءت حماس التي قررت المُضيّ قدمًا في ضرب تل أبيب، إيمانًا منها بأنه إذا كان طرد اليهود من غزة ممكنًا، فسيكون من الممكن طردهم من الضفة الغربية، ولاحقًا من فلسطين بأكملها، وهذه القناعة التي توصلت اليها هي ثمن إظهار الضعف الاسرائيلي أمامها، والاستخفاف بطبيعتها وقدراتها العسكرية”.
اترك ردك