وبحسب الدراسة، فإن المهن الأكثر عرضة للتأثر سلباً بالذكاء الاصطناعي هي المترجمون الفوريون والمؤرخون والكتاب وعلماء السياسة والصحافيون. باختصار، أي مهنة مهمتها توفير المعلومات والكتابة والتعليم والمشورة، والتي تبين أنه من السهل على الذكاء الاصطناعي القيام بها.
وبعيداً عن المهن المذكورة سابقاً، فإن وظائف عديدة تتطلب التواصل المباشر بين الافراد مهددة أيضاً، أبرزها المضيفات الجويات وممثلي المبيعات وموظفي خدمة العملاء الذين تتمثل مهامهم الرئيسية في الرد على العملاء وتوفير المعلومات.
لكن في المقابل، هناك مهن من غير الممكن حتى الآن أن تتأثر بتطور الذكاء الإصطناعي، وهذه الوظائف تتطلب مجهودا جسديا كبيرا أو كثيفا في استخدام المعدات. فقد وجد الباحثون أن العمال الصناعيين الذين يحتاجون إلى تكنولوجيا عالية المستوى، مثل مهندسي السفن، ومهندسي الأسمنت، وعمال معالجة المياه، من غير المرجح أن يتم استبدالهم بالذكاء الاصطناعي. أضف إلى ذلك، ان العاملين في المجال الطبي غير مهددين حتى الآن بخسارة وظائفهم، وذلك لأن هذه المهن تتطلب اللمسة الإنسانية والحكمة، وهو أمر يستحيل للذكاء الإصطناعي أن يوفره”.
استناداً إلى ما تقدم، فإن العالم يسير بشكل سريع وأصبح من شبه المستحيل توقيفه، وبات عدد كبير من الخريجين والعاملين الذين يملكون خبرات كبيرة مهددين بترك وظائفهم والعيش في “زمن البطالة”.
هذه الدراسة سلطت الضوء على المهن في الدول المتطورة والتي أصبح الذكاء الإصطناعي جزء لا يتجزأ من حياة سكانها، أما الدول التي لا تزال تعتمد على الإنسان بمساعدة من الذكاء الإصطناعي فالطريق أمامها أصعب خاصة إذا لم تتخذ الخطوات اللازمة للحد من هذا الأمر وحماية الانتاجية الانسانية عوضاً عن الاعتماد على الآلة.
وفي ما يتعلق بلبنان، الذي يعاني من مشكلة البطالة حتى من قبل أن يتم اختراع الذكاء الإصطناعي، والذي بدأ هذا التطور يسيطر على حياة السكان اليومية، فهل سيتمكن مواطنوه من حماية مسارهم المهني قبل فوات الآوان؟ وهل سيحقق خريجوه أحلامهم بالحصول على الوظيفة التي درسوا واجتهدوا وتعبوا من أجلها؟
اترك ردك