الدراسة، التي نُشرت في مجلة علم وظائف الأعضاء التطبيقي والتغذية والأيض في أيار الماضي، ونقلها موقع EurekAlert العلمي، أظهرت أن قياس الإنسولين اللعابي يمكن أن يحدد العلامات التحذيرية للأمراض الاستقلابية المزمنة قبل 10 إلى 20 عامًا من ظهور أعراضها.
ما أهمية الإنسولين؟
الإنسولين هو هرمون يفرزه البنكرياس، ويعمل على مساعدة الخلايا في امتصاص الغلوكوز (سكر الدم) لاستخدامه كمصدر للطاقة. وتُعد زيادة مستويات الإنسولين في الدم، حتى قبل ارتفاع السكر، علامة تحذيرية على مشاكل استقلابية قادمة، مثل السكري وأمراض القلب وارتفاع الضغط.
أما عن تفاصيل الدراسة، فقد شارك فيها 94 شخصًا يتمتعون بصحة جيدة وبأنماط جسم متنوعة. تناول المشاركون مشروبًا معياريًا بعد صيام، ثم خضعوا لاختبارات قياس الإنسولين في اللعاب، إلى جانب فحص سكر الدم عبر وخز الإصبع، في ثلاث نقاط زمنية: قبل المشروب، وبعد 60 دقيقة، ثم بعد 90 دقيقة من تناوله.
ووفقًا للدكتور جوناثان ليتل، الباحث المشارك في الدراسة، فإن الأشخاص الذين يعانون من السمنة كانت لديهم مستويات أعلى بكثير من الإنسولين في اللعاب مقارنةً بذوي الوزن الأقل، رغم تماثل مستويات سكر الدم.
يقول ليتل: “هذا يشير إلى أن فحص اللعاب قد يكون أداة بسيطة وغير مؤلمة لتحديد من هم أكثر عرضة للإصابة بداء السكري من النوع الثاني حتى قبل ظهور أي أعراض”.
وأشار إلى أن فرط الإنسولين، وهي حالة تحدث عندما يُفرز الجسم كميات كبيرة من الإنسولين بسبب مقاومة الخلايا له، قد تسبق الإصابة الفعلية بالسكري بعقدين من الزمن، ويمكن أن تكون مؤشرًا مبكرًا لأمراض أخرى مثل الضغط المرتفع، والسمنة، وأمراض القلب، بل حتى بعض أنواع السرطان.
نتائج مفاجئة عند الأشخاص النحيفين
الدراسة كشفت أيضًا عن مفاجأة علمية، بحسب الباحث الدكتور حسين رفيعي، وهو المؤلف المشارك في الدراسة. فقد أظهرت النتائج أن بعض المشاركين النحفاء، الذين لا يعانون من زيادة في الوزن أو سكر مرتفع، أظهروا ارتفاعًا غير متوقع في مستويات الإنسولين في اللعاب، ما يشير إلى أنهم قد يكونون معرضين لخطر السكري دون أن يبدو ذلك في مؤشراتهم الظاهرة.
كما وجدت الدراسة أن محيط الخصر كان أكثر ارتباطًا بمستويات الإنسولين في اللعاب من مؤشرات مثل العمر أو الوزن أو الجنس، ما يعزز أهمية تقييم توزيع الدهون في الجسم أكثر من الوزن الكلي عند قياس الصحة الأيضية.
وفي ختام الدراسة، خلص الفريق البحثي إلى أن اختبار اللعاب قد يكون أكثر دقة من اختبار السكر التقليدي في الكشف المبكر عن الأشخاص المعرّضين لمشاكل استقلابية مستقبلية.
اترك ردك