نشرت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية تقريراً جديداً تحدثت فيه عن الخسائر التي تتلقاها إسرائيل إثر مواصلة قتالها في غزة، متطرقة إلى “ضرورة وقف إطلاق النار والموافقة على صفقة لاستعادة الأسرى”.
وأوضح التقرير أن “الذين يُجادلون بأن وقف القتال يعني الهزيمة والاستسلام ضمن ادعاءات مبنية على الكليشيهات التي ينشرها المستوى السياسي والعسكري للحصول على دعم الجمهور لاستمرار القتل الفاشل، يجعلون هزيمة الجيش وانهيار إسرائيل أقرب”.
وفي السياق، يقول التقرير: “يجادل البعض بأن سحب قوات الجيش من غزة بعد توقيع صفقة رهائن مع حماس سيكون مثل الهزيمة والاستسلام. يجادلون بأنه سيعود، مثل طفرة، في شكل هجوم آخر من قبل حماس وأن الخسائر ستكون 10 أضعاف تلك التي عانينا منها في 7 تشرين الأول الماضي. يستند هذا الادعاء إلى سوء فهم جوهري لما يجري في قطاع غزة، ويغذي ذلك الكليشيهات التي تنشرها المستويات السياسية والعسكرية في تل أبيب لتبرير أفعال إسرائيل وكسب التأييد العام والشرعية لمواصلة الحرب الفاشلة”.
وأكمل: “لم يعد الكثير جنود الاحتياط يوافقون على إعادة تجنيدهم مرة تلو الأخرى. الجنود المجندون مرهقون ويفقدون مهاراتهم المهنية بسبب نقص التدريب، وبعضهم يترك الدورات قبل إكمالها. لقد تضرر اقتصاد إسرائيل وعلاقاتها الدولية وتماسكها الاجتماعي بشدة بسبب حرب الاستنزاف هذه ضد كل من حماس وحزب الله، وهي حرب ستستمر في الشمال والجنوب طالما بقي الجيش الإسرائيلي في غزة”.
وأردف: “إن الحاجة إلى تركيز القوات على جبهات أخرى – لبنان أو الضفة الغربية، ستجبر الجيش أيضاً على سحب القوات من غزة وإرسالها إلى نقاط اشتعال مختلفة، وذلك لأن الجيش الإسرائيلي لا يملك ما يكفي من القوات لخوض حرب متعددة الأوجه”.
وأضاف: “إذا توقفنا عن المداهمة لأن الجيش ضعيف ولأنه ليس لدينا خيار آخر، أو إذا نقلنا قواتنا إلى مناطق أخرى، فسيعلن أعداؤنا بصوت عالي أن الجيش الإسرائيلي وغادر غزة واستسلم. من الأفضل إذن أن نكون أذكياء وأن نتناول الدواء قبل أن نمرض. يجب أن نتفق الآن على صفقة للإفراج عن الرهائن. قد تكون هذه هي الطريقة الوحيدة لإعادتهم إلى المنزل. يجب أن نوقف الحرب في غزة، والتي قد تؤدي أيضاً إلى وقف القتال مع حزب الله، فضلاً عن تقليل فرص اندلاع حرب إقليمية متعددة الأوجه، والتي نحن غير مستعدين لها تماماً”.
وختم: “في هذه الفترة السلمية سنعيد بناء الجيش والاقتصاد والعلاقات الدولية لإسرائيل وتماسكها الاجتماعي، وسوف نستبدل كل الفروع السياسية والعسكرية التي شاركت جميعها في هذا الفشل الذريع، وسوف ننطلق في اتجاه جديد، هذا هو الطريق، وليس هناك طريق آخر”. (الخنادق)
اترك ردك