فعلياً، فإن التغييرات الحاصلة تأتي في ظل مخاوف من حصول نشاطٍ لجماعات مسلحة داخل عين الحلوة، لاسيما مع مع اكتشاف الجيش لخلايا إرهابية ناهيك عن بروز كلام بين الحين والآخر يرتبطُ بإمكانية حصول هجوم من سوريا باتجاه السلسلة الشرقية في لبنان وانخراط جماعات مسلحة داخل لبنان والمخيمات بها بشكل خاص.
بشكل أو بآخر، فإنَّ واقع قوات الأمن الوطني الجديد طرح تساؤلاتٍ عن وضعها الآن.. فهل تراجع دورها في ظل تلك المخاوف السائدة؟ ما هو وضعها وكيف أثرت التغييرات التي شهدتها على المشهد الفلسطيني؟
في الواقع، يمثل دور الأمن الوطني الفلسطينيّ “عامل إستقرار” داخل المخيمات، لاسيما أن تلك القوات تعتبرُ “شريكة للدولة اللبنانية” إما من خلال التنسيق أو من خلال العمل الأمني المشترك على ضبط أمن المخيمات لاسيما أنَّ “الأمن الوطني” يمثل السلطة الشرعية الفلسطينيّة.
قاطنون في مخيم عين الحلوة يعربون عن إرتياح شديد حالياً، وتقول معلومات “لبنان24” إن الإجراءات التي تتخذها قوات الأمن الوطني تسعى للحفاظ على الأمن في كافة أنحاء المخيم ولجم أي إشكالات قد تحصل، ناهيك عن منع التجول بالسلاح وإطلاق النار.
أما عن وضع قوات الأمن الوطني الفلسطيني بعد التغييرات، يقولُ مسؤول العلاقات العامة والإعلام في قوات “الأمن الوطني الفلسطيني” المقدم عبد الهادي الأسدي لـ”لبنان24″ إنّ “التحسن بات كبيراً والقوات تصبح يوماً بعد يوم أفضل من السابق”، مشيراً إلى أن “هناك انضباطا عسكريا كبيرا فيما العمل دؤوب ومستمر للحفاظ على أمن المخيمات لاسيما عين الحلوة”.
يقول الأسدي إنَّ التغييرات التي حصلت على صعيد الأمن الوطني أوصلت شخصيات معروفة بـ”انتمائها الوطني الشديد للقضية الفلسطينية”، مشيراً إلى أن هذا الأمر ساهم بإرساء إرتياح كبير لدى القاطنين في المخيم، وقال: “تجارب هؤلاء القادة معروفة والأمور جيدة جداً والحفاظ على أمن المخيمات وسكانها أولوية قصوى”.
التغييرات القيادية التي حصلت طرحت تساؤلاً عما إذا كان دور الأمن الوطني الميداني قد “تراجع”، وهنا يقول الأسدي: “دور القوات ما انكفأ أبداً بل ازداد بشكلٍ كبير وبات الناس يعتمدون أكثر من أي وقتٍ مضى على تلك القوات ودورها، في حين أن ثقة الناس هي أولوية والهدف أيضاً هو لجم أي تأثير سلبي يطال الشعب الفلسطيني في المخيمات خصوصاً من الجهات التي تستهدف حركة فتح ومنظمة التحرير والأمن الوطني بأجندات خارجية مشبوهة”.
وتابع: “تلك الجهات لها مصلحة في حصول إشكالات داخل المخيمات، لكن الأمن الوطني بالتعاون مع الناس ومن خلال ثقتهم، سيحافظ على أمن المخيمات وطبعاً بالتعاون مع الدولة اللبنانية”.
إذاً، تعتبر الترتيبات الجديدة في أوساط “الأمن الوطني الفلسطيني” محورية وجوهرية، وتؤدي إلى تكريس دورها بشكل أكبر خلال الفترات اللاحقة خصوصاً وسط الحديث عن نزع سلاح المخيمات والذي قد لا يشمل سلاح “قوات الأمن الوطني” التي تعتبر “الحارس الأول” لأمن المخيمات شرعياً وأمنياً في ظل وجود مطلوبين وخارجين عن القانون وجماعات مسلحة وإرهابية.
اترك ردك