تقرير لـ”Foreign Policy”: ماذا يعني موت رئيسي لمستقبل إيران؟

ذكرت مجلة “Foreign Policy” الأميركية أن “وفاة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي نهار الأحد في حادث تحطّم مروحية كانت تقله ووفداً من مسؤولين إيرانيين آخرين في جبال شمال إيران، ألقت بمزيد من الشكوك على مستقبل البلاد والمنطقة. وأكدت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية التي تديرها الدولة أن وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان ومسؤولين كبار آخرين قتلوا أيضا في الحادث بينما كانت المجموعة في طريقها إلى مقاطعة أذربيجان الشرقية في إيران. وأعاق الضباب الكثيف عمليات البحث والإنقاذ لساعات قبل العثور على موقع التحطم. وكان الضباب كثيفا لدرجة أنه أجبر الإيرانيين على طلب الدعم من أقمار الاتحاد الأوروبي للمساعدة في تحديد موقع المروحية”.

وبحسب المجلة، “تضع وفاة رئيسي نهاية لحقبة قصيرة ولكنها تحويلية في السياسة الإيرانية التي شهدت انزلاق البلاد في اتجاه متشدد وهددت بوضع الشرق الأوسط على شفا حرب إقليمية. خلال ما يقرب من ثلاث سنوات في السلطة، قام رئيسي بتحويل السياسة الداخلية والسياسة الاجتماعية لإيران في اتجاه أكثر تحفظًا ودفع البلاد إلى دور الخصم الواضح للولايات المتحدة في المنطقة بعد أن سعى سلفه حسن روحاني أولاً إلى الانفتاح على الغرب بشأن البرنامج النووي الإيراني قبل تكثيف الهجمات بالوكالة. وشهدت فترة ولاية رئيسي، المقرب من المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي، قيام إيران بتسريع تخصيب اليورانيوم وإبطاء المفاوضات بشأن خطة العمل الشاملة المشتركة بعد خروج الولايات المتحدة من الاتفاق في عام 2018، أي قبل ثلاث سنوات من توليه منصبه”.
وتابعت المجلة، “ودعمت إيران في عهد رئيسي روسيا في حربها ضد أوكرانيا من خلال تصدير كميات كبيرة من طائرات “شاهد” الانتحارية من دون طيار والمدفعية، وزادت من هجمات المجموعات الإقليمية الوكيلة ضد الولايات المتحدة وإسرائيل بعد هجوم حماس عبر الحدود في تشرين الأول 2023 على إسرائيل. ويقول الخبراء إنه بغض النظر عمن سيحل محل رئيسي، فمن غير المرجح أن تتغير الاستراتيجية التي اتبعها، بعد أن تم ترسيخها بين المستويات العليا في القيادة السياسية والدينية في إيران. وقال بهنام بن طالبلو، وهو زميل بارز في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات (FDD): “مع رئيسي، أو من دون رئيسي، النظام راضٍ تمامًا عن الطريقة التي غيرت فبها هجمات 7 تشرين الأول الشرق الأوسط”.
وأضافت المجلة، “بموجب الدستور الإيراني، سيتولى النائب الأول للرئيس محمد مخبر منصب رئيس مجلس الوزراء خلال الخمسين يومًا القادمة حتى يصبح من الممكن الدعوة لإجراء انتخابات. وقال محللون إن الانتخابات البرلمانية الأخيرة شهدت نسبة إقبال منخفضة بشكل قياسي. علاوة على ذلك، بذل خامنئي وحلفاؤه جهودًا كبيرة لضمان فوز رئيسي خلال الانتخابات الرئاسية الأخيرة في عام 2021، مما أدى إلى استبعاد المنافسين المحتملين”.
وبحسب المجلة، “بعيداً عن الانتخابات المبكرة والانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في العام المقبل، هناك احتمال بحدوث اضطرابات على قمة الطبقة الحاكمة في إيران. ومع وجود لائحة صغيرة من الخلفاء المحتملين لخامنئي البالغ من العمر 85 عاماً، بخلاف نجل رئيس الدولة، مجتبى خامنئي، فإن وفاة رئيسي قد تؤدي إلى مزيد من الاضطرابات في المستقبل السياسي للبلاد. ويمكن للحرس الثوري الإسلامي (IRGC)، وهو أكبر فرع من القوات المسلحة الإيرانية الذي يسيطر على مساحات كبيرة من اقتصاد البلاد، أن يستخدم الاضطرابات لتعزيز قبضته. وقال ديفيد دي روش، الأستاذ في مركز الشرق الأدنى وجنوب آسيا للدراسات الاستراتيجية التابع لجامعة الدفاع الوطني والعقيد المتقاعد في الجيش الأميركي: “لن يكون هناك وريث واضح إذا رحل”. وأضاف: “الأمر المثير للاهتمام حقًا هو معرفة ما إذا كان الحرس الثوري الإيراني سيستمر في الانقلاب البطيء”.”
وتابعت المجلة، “في حين قال الخبراء إنه من غير المرجح أن تظهر شخصية ليبرالية في الانتخابات المبكرة أو الانتخابات الرئاسية الإيرانية لعام 2025، فإن وفاة رئيسي قد تترك فرصة صغيرة لحركات الاحتجاج المتجددة”.