جمود استراتيجي في أوكرانيا.. هل يُعيد هجوم كورسك قلب الموازين؟

أشار تقييم استخباراتي أميركي حديث، إلى أن الحرب في أوكرانيا تتجه نحو “طريق مسدود”، حيث تفتقر موسكو وكييف إلى القدرات اللازمة لشن هجمات كبيرة في المستقبل القريب، مما يثير تساؤلات حول مسار الصراع بين روسيا والغرب.

 

وعلى الرغم من التوغل الأوكراني في مقاطعة كورسك الروسية مؤخرًا، فإن الطرفين قد يواجهان حالة من الجمود، حسب القييم.

وكالة الاستخبارات الدفاعية الأميركية أوضحت أن كلاً من روسيا وأوكرانيا تفتقران إلى الموارد العسكرية لإطلاق هجمات كبرى، ما يشير إلى أن الصراع قد يستقر على جمود طويل الأمد. ومع ذلك، يرى خبراء عسكريون أن الهجوم الأوكراني المفاجئ في كورسك قد يكون قد غيّر ديناميكية الجمود، مما يعزز قدرة كييف على إنشاء منطقة عازلة لمنع الهجمات الروسية المستقبلية.

ووفقًا لتقرير من شبكة “بلومبرغ”، خلصت وكالة الاستخبارات الدفاعية إلى أن أوكرانيا لا تزال تفتقر إلى الذخائر اللازمة لمواجهة قدرة روسيا على إطلاق حوالي 10 آلاف قذيفة مدفعية يوميًا، رغم المساعدات العسكرية الأميركية الجديدة.

 

التقييم أشار أيضًا إلى أن أوكرانيا قادرة على الدفاع ولكنها لن تكون قادرة على شن هجمات مضادة واسعة النطاق لمدة لا تقل عن ستة أشهر.

من جانبها، تعتمد روسيا على استراتيجية “الاستنزاف”، مما يمكّنها من الحفاظ على المناطق التي سيطرت عليها، لكن ليس لديها القوة الكافية لتوسيع نفوذها إلى عمق أكبر داخل الأراضي الأوكرانية. ومع ذلك، أظهر التقرير النجاح الذي حققته أوكرانيا باستخدام نظام الصواريخ التكتيكية الأميركي “أتاكمز”، في الهجمات على مخازن الذخيرة والمروحيات الروسية داخل أوكرانيا.

 

في السياق، اعتبر كبير محللي الشؤون الروسية في مجموعة الأزمات الدولية، أوليغ إغناتوف، أن هذا التقييم الأميركي جرى تقديمه قبل الهجوم الأوكراني على منطقة كورسك.

وقال إغناتوف إن “هذا مثال على كيفية تحول العديد من التقديرات إلى أخطاء، لأن المعلومات المتوفرة لدينا عن الموارد ومعدل الاستنزاف للطرفين محدودة جدا”.

ولا يتفق المحلل البارز بمجموعة الأزمات الدولية مع الاعتقاد الأميركي بشأن جمود الموقف الراهن لحرب أوكرانيا، مضيفًا: “أعتقد أن هناك جمودا، وأعتقد أن الأحداث الحالية قد تؤدي إلى تسريع الوضع”.

من جانبه، أقرّ نائب مساعد وزير الدفاع الأميركي السابق مايك ملروي، أن الهجوم الأخير الذي شنته أوكرانيا في منطقة كورسك “قد يكون قد غيّر ديناميكية الجمود” الذي ألمحت إليه التقارير الاستخباراتية الأميركية. (سكاي نيوز عربية)