وتابع: “لكن حتى الآن، لم تعرض أي دولة عربية تقديم مساعدة عسكرية للبنان لتنفيذ الخطوة الصعبة والخطيرة المتمثلة في جمع الأسلحة. مع هذا، يواصل حزب الله استخدام الذريعة المعتادة للدفاع عن لبنان ضد إسرائيل”.
وأضاف: “منذ ثمانينيات القرن الماضي، يقول حزب الله إنَّ إسرائيل تحتل أجزاءً من لبنان، وبعد انسحاب الجيش الإسرائيلي من معظمها آنذاك، قال الحزب إنّ وجوده قائم ضدّ إسرائيل التي لا تزال تسيطر على جنوب لبنان ضمن ما يسمى الشريط الأمني. وبعد انسحاب إسرائيل من الجنوب عام 2000، قال حزب الله إن إسرائيل تسيطر على مزارع شبعا. والآن، يتذرع حزب الله الآن بالمواقع الخمسة التي يسيطر عليها الجيش الإسرائيلي في جنوب لبنان بعد وقف إطلاق النار. وأيضاً، يُزعم أنه في حال انسحاب إسرائيل منها، سيوافق الحزب على مناقشة نزع سلاحه، علماً بأن إسرائيل لن تفعل ذلك قبل أن يُسلّم الحزب سلاحه”.
وأكمل: “للأسف، فإنَّ سلوك حزب الله غير عقلاني، وكالعادة، لا يتماشى إطلاقاً مع المصالح اللبنانية. يشعر كثير من اللبنانيين بالغضب من توريط حزب الله لهم في حرب ليست حربهم، بينما لم تُفد غزة إطلاقاً، بل أدت إلى دمار هائل في لبنان ومقتل آلاف الأشخاص. لقد استغل حزب الله، الذي يتلقى أوامره من طهران، الطائفة الشيعية لسنوات طويلة. قبل عامين، دفعت إيران نصرالله إلى حرب خاسرة ضد إسرائيل. الآن، يدفع نعيم قاسم إلى حرب كربلائية أخرى ستجلب كارثة على لبنان. ولعل هذه العملية حتمية، إذ يخشى نظام آية الله الخمانئي من أن حربه الوجودية وحرب حزب الله مترابطتان لا محالة، فإذا سقط حزب الله، فسيكون التالي في السلسلة. فهل سيمنع حل دبلوماسي بين إيران والولايات المتحدة حربًا أهلية؟ الزمن كفيلٌ بإثبات ذلك”.
المصدر:
ترجمة “لبنان 24”
اترك ردك