فمع وجود هذا السلاح بين أيدي عناصر حزبية وعدم حصره بالقوى الشرعية لن تتمكّن السلطات اللبنانية من إتمام هذه العملية في أجواء ديمقراطية. وبسبب هذا السلاح، كما يقول معارضوه، لن يتساوى اللبنانيون بالحقوق والواجبات، وسيكون لحاملي هذا السلاح “أفضلية” على غيرهم الذين لا يحقّ لهم ما يحّق لغيرهم من “امتيازات تفضيلية”.
هذه القناعة قد أصبحت من بين المسلمات لدى المهتمين بالشأن اللبناني، والتي سيتم تسويقها لبنانيًا لكي تصير من ضمن القناعات المحلية الواقعية، وذلك تمهيدًا للانتقال إلى مرحلة إيجاد الإطار القانوني لهذه “التخريجة” من خلال اقتراح قانون معجّل مكرر قد يتقدم به أحد النواب تمامًا كما كان يفعل النائب السابق نقولا فتوش عند كل تمديد لمجلس النواب.
ويذهب البعض إلى حدّ القول بأن البلد سيبقى “مكربجًا” طالما أن موضوع “حصرية السلاح” لن ينتقل من الحيز النظري إلى الحيز العملي. فلا إصلاح ولا من يصلحون ما دامت هذه “الحصرية” في غير أيدي القوى الشرعية المسمّاة بالاسم في مقدمة اتفاق وقف إطلاق النار، بدءًا بالجيش ووصولًا إلى حراس البلديات.
ومن دون هذه “الحصرية” سيبقى القديم على قدمه، وسيبقى الفساد هو المسيطّر على الذهنيات وفي العقول قبل أن يكون سائدًا في زواريب الإدارات العامة.
وعلى رغم أن الأفق سيبقى مسدوداً أمام ولادة قانون انتخابي جديد، ما لم يتأمن توافق سياسي على إقرار قانون عصري يبدد هواجس كل الأطراف، بعيداً عن الرهانات الفئوية وحسابات كل حزب على زيادة عدد نواب كتلته في المجلس أو الاحتفاظ بما حققه في الانتخابات الأخيرة، فإن المساعي لا تزال قائمة لتجنيب البلاد الوقوع في تطيير الاستحقاق، لأن ذلك سيؤدي حتمًا إلى كارثة دستورية وسياسية تضاف إلى أزمات لبنان المتراكمة.
اترك ردك