هذا التحوّل أثّر بشكل مباشر على أصحاب المحال التجارية، لا سيّما أولئك الذين لا يجيدون استخدام التكنولوجيا الحديثة أو لا يتعاملون مع وسائل التواصل الاجتماعي.
وفي هذا السياق، أكد أحمد المجذوب، صاحب محل قديم في صيدا “أنه في السابق، كانت حركة السوق ممتازة. الناس كانت تأتي يومياً، ترى البضائع، تتفحّصها، وتجربها قبل الشراء. كنّا نبيع جيداً طوال الأسبوع، وخصوصاً في عطلة نهاية الأسبوع. السوق كان حياً ومليئاً بالزبائن”.
وقال المجذوب “في السنوات الأخيرة، وخاصة بعد جائحة كورونا، بدأ عدد الزبائن يتراجع بشكل واضح. معظم الناس باتوا يطلبون حاجاتهم عبر الإنترنت، ولم يعودوا يزورون المحلات كما في السابق”.
وتابع “أن الصعوبات كثيرة، أولها أن البضائع تبقى في المحل لفترة طويلة من دون بيع. التكاليف ترتفع باستمرار، مثل الإيجار والكهرباء، بينما المبيعات تنخفض. أشعر أحياناً أنني لا أستطيع الاستمرار بهذه الطريقة”.
وأفاد المجذوب “صراحةً، ليست لدي خبرة بالتكنولوجيا، ولا وقت كافٍ لأتعلم. وحتى من يعملون معي لا يمتلكون معرفة بهذه الأمور”.
وقالت نهى البراج صاحبة صفحة إلكترونية لبيع الملابس عبر الإنترنت: “بدأتُ من المنزل، حيث كنتُ أبيع الملابس لأقاربي وأصدقائي. ثم قررتُ إنشاء صفحة على منصة “إنستغرام”. في البداية كان الأمر بسيطاً ومتواضعاً، لكن مع مرور الوقت بدأت الصفحة تنمو وبدأت أتلقى طلبات من مناطق مختلفة”.
وأشارت البراج الى”أن أغلب زبائني من الفتيات، تتراوح أعمارهنّ بين 18 و45 عاماً. يفضّلن الشراء عبر الإنترنت لأنه أسهل وأسرع. كما أن الكثير منهن يقمن بالطلب خصيصاً للمناسبات كالأعياد أو الحفلات الخاصة”.
وأضافت “أن هناك العديد من التحديات! أحياناً لا يكون الزبون راضياً عن المقاس أو اللون، أو قد يتأخر التوصيل، وفي بعض الأحيان لا يُستكمل الطلب. كذلك، توجد منافسة شديدة، إذ تظهر صفحات جديدة بشكل مستمر”.
وتابعت البراج “أن من أبرز الميزات هي القدرة على الوصول إلى عدد كبير من الناس من دون الحاجة إلى محل تجاري. فعلى الرغم من أنني لا أمتلك متجراً فعلياً، فإنني أبيع أكثر من بعض أصحاب المحلات، وكل ذلك يتم من خلال الهاتف المحمول، مما يعني أن التكاليف أقل بكثير”.
وأكدت لميس القعقور “بأنها تفضّل الشراء عبر الإنترنت، ببساطة لأنه أكثر راحة! بدلاً من النزول والتجوّل في الأسواق، أفتح الصفحة وأقوم بالطلب مباشرة. كل شيء أصبح متاحاً عبر الإنترنت، وهذا يوفر الوقت والجهد بشكل كبير”.
وقالت القعقور “إن أحب في الشراء عبر الإنترنت العروض والتنزيلات، وكذلك تنوّع المنتجات. أستطيع أن أرى العديد من الموديلات من متاجر مختلفة وأختار ما يناسبني بكل راحة. كما أن خدمة التوصيل أصبحت سريعة وفعّالة”.
وأفادت “بأن واجهتِ مشاكل أثناء التسوّق الإلكتروني، أحياناً لا يكون المنتج كما هو ظاهر في الصورة، أو لا يكون المقاس مناسباُ. كما يحدث أحيانًا تأخير في الشحن أو صعوبة في التواصل مع البائع”.
وأشارت القعقور الى “أن للسوق التقليدي أجواءه الخاصة، ولكن بصراحة لم يعد يجذبني كما في السابق. الازدحام، التعب، وصعوبة إيجاد مكان لركن السيارة، كلّها أسباب تجعلني أفضّل التسوق عبر الإنترنت”.
إيجابيات التسوّق الإلكتروني:
. الراحة والسهولة في الطلب من المنزل.
. توفّر خيارات ومنتجات متنوعة من مختلف المناطق.
. مقارنة الأسعار بسرعة.
. أحيانًا تكون الأسعار أرخص من السوق.
سلبيات التسوّق الإلكتروني:
. احتمال عدم مطابقة المنتج لما هو معروض في الصور.
. مشاكل في مقاسات الملابس أو نوعية المواد.
. تأخير في التوصيل.
. غياب التفاعل الإنساني واللمس المباشر للبضاعة.
. التأثير السلبي على المحلات الصغيرة والأسواق المحلية.
في النهاية، يبقى لكل وسيلة من وسائل الشراء إيجابياتها وسلبياتها. لكن الأكيد أن العالم يتجه أكثر نحو التسوّق الإلكتروني، وهذا يتطلّب من أصحاب المحال التقليدية مواكبة التغيّرات والتعلّم من أجل البقاء في سوق يتغيّر باستمرار.
ومع ذلك، فإن السوق المحلي لا يزال يحتفظ بشيء من الحميمية، وهوية ثقافية لا يمكن تعويضها بالكامل من خلال الشاشة.
هل تغلق المحال أبوابها أمام انتشار التسوّق الإلكتروني؟

مع تطوّر التكنولوجيا وانتشار الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، تغيّرت بشكل كبير عادات الناس في التسوّق. فبدل أن يتوجهوا إلى الأسواق التقليدية كما كان الحال سابقاً، أصبح العديد من الناس يفضلون طلب حاجاتهم إلكترونياً من خلال تطبيقات الهاتف أو الصفحات التجارية عبر الإنترنت.
ما رأيك؟
رائع0
لم يعجبني0
اعجبني0
غير راضي0
غير جيد0
لم افهم0
لا اهتم0
اترك ردك