ويستحضر البعض كوابيس كارثتي تشرنوبل وفوكوشيما، إلا أن خبراء يؤكدون أن تكرار مثل هذه السيناريوهات يبقى احتمالاً ضعيفاً.
هل الخطر حقيقي؟
وفي حديث عبر موقع “الجزيرة نت”، يقول العجلوني أيضاً إنه “ليس كل إشعاع نووي يعني كارثة”، إذ تختلف المواد المشعة من حيث كمية الإشعاع التي تصدرها، وبالتالي من حيث خطورتها، وهي في حال اختفائها من الهواء تختفي خطورتها.
وتابع: “أما في المفاعلات النووية، فيستخدم هذا الوقود لتوليد طاقة، وينتج عن ذلك نواتج انشطار شديدة الإشعاع مثل السيزيوم والسترونشيوم والبلوتونيوم، وهي مواد مشعة بدرجة عالية، بعضها يدوم لعقود لا سيما في التربة والمياه، لكن أغلبها تختفي بسرعة وينتهي خطرها الإشعاعي”.
أمام ذلك، يعد الخطر الإشعاعي في المفاعلات أكبر بكثير لخطورة انتشار نواتج الانشطار أو ما تسمى المواد المشعة، خاصة في حال وقوع تسرب أو دمار بفعل هجوم أو خلل فني.
وتحتوي المنشآت البحثية على كمية محدودة من نواتج الانشطار، مثل تلك الموجودة في طهران أو آراك، لكن استهدافها لن يسبب تلوثاً إشعاعياً كبيراً أو عابراً للحدود، بالرغم من إمكانية أن يتسبب بأخطار موضعية، لا سيما إذا كان عدد من الناس موجودا بالمنشأة أو على مقربة منها في حال الاستهداف مما سيعرض صحتهم للخطر، بحسب ما يوضحه العجلوني.
وبالتالي، لن يؤدي استهداف منشآت التخصيب، مثل نطنز وفوردو، إلى أي تلوث عابر للحدود أو خارج المنشأة حتى في حال تسرب اليورانيوم.
ماذا عن ديمونة؟
وأوضح أنَّ استهداف ديمونة يفرض تطبيق إجراء الطوارئ في دائرة قطرها 30 كيلومتراً فقط، وأضاف: “إن انتشار المواد المشعة يتحكم فيها عموماً اتجاه الريح والظروف الجوية، مما يفرض على الدول المحيطة مثل مصر والأردن ولبنان وسوريا أخذ إجراءات بقياس نسب الإشعاع في أراضيها”.
ويشرح العجلوني أنه رغم الهواجس المتكررة بشأن تسرّب إشعاعي في حال استهداف مواقع نووية، غير أن ما يقيس الخطر فعلياً هو مقدار الجرعة التي يتعرض لها الإنسان من الإشعاع والتي تحددها الجهات المختصة بـ50 ملي سيفرت بالسنة، إذ يمكن للإنسان أن يتعرض لجرعات منخفضة من الإشعاع دون ضرر.
اترك ردك